responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب    الجزء : 1  صفحة : 227
أنا يأتي دين جديد يعفي على دينهم، وينزل على رجل ليس منهم، ولو كان هذا الدين متفقًا مع دينهم في الأساس:
{وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ... } .
ويجب أن نلاحظ كذلك أن هذا الاتفاق كان في أصول الدين، لا في عقائد أهله حينئذاك. فهؤلاء اليهود كانوا يقولون: {عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّه} وهؤلاء النصارى كانوا يقولون: {الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ} وهؤلاء وهؤلاء يقولون: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُه} أو يقولون: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} . كما يحكي القرآن عنهم في شتى المناسبات.
فهؤلاء وأولئك على السواء كانت مهمة الإسلام بالقياس إليهم هي إنشاء عقيدة جديدة في الحقيقة. وعلى هذا وذلك تكون وظيفة القرآن الأولى، هي إنشاء هذه العقيدة الضخمة. عقيدة التوحيد. على النحو الجديد.
ونقول: عقيدة ضخمة -وإن كانت تبدو لنا اليوم بديهية أو كالبديهية- فليس من السهل على هذه الإنسانية التي تعلقت منذ طفولتها بشتى قوى الطبيعة، وشتى أطياف المجهول؛ ولابست حياتها آلاف الظواهر الخارقة، وآلاف الوجدانات الباطنة.. أن تتخلى عن هذا الشتيت العميق في ضمائرها، وأن تهرع إلى إله واحد يسيطر على كل هذه القوى.
وحقيقة إن الإسلام لم يكن أول دين يدعو إلى التوحيد. ولكن لقد وجدت الأديان كلها من العنت بسبب دعوة التوحيد مثلما

اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب    الجزء : 1  صفحة : 227
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست