responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب    الجزء : 1  صفحة : 205
وفي كبرته وهرمه يرزقه الله بإسماعيل؛ ولكن يقع له ما يحتم عليه أن يبعد ابنه وأمه عنه "والقرآن لا يتعرض لهذا وقع" فيغلبه الطبع الرضي على الحنو الأبوي؛ ويدركه إيمانه بربه، فيدعهما بجوار بيته. وهناك ينادي ذلك النداء الخاشع المنيب: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} .
ثم ما يكاد هذا الطفل يشب، ويصبح فتى، حتى يرى في المنام أنه يذبحه؛ فيغلبه الإيمان الديني العميق، على الحب الأبوي العميق؛ ويهم بإطاعة الإشارة، لولا أن يرفق به ربه، فيفديه بذبح عظيم.
وهكذا تتكشف الوقائع في القصة والمحاورات عن شخصية مميزة الملامح واضحة السمات: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيب} .
3- ويوسف: إنه نموذج الرجل الواعي الحصيف.
فها هو ذا يلقى العنت من مراودة امرأة العزيز له فيأبى.
إنه في بيت رجل يؤويه، فليحذر مواضع الحرج جميعًا. ومع ذلك يكاد يضعف: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [1].

[1] أرى أن الهم هنا كان متبادلًا في اللحظة الأولى، ثم رأى برهان ربه فثاب إلى نفسه.
ولست أرى أن الهم ثم الترك مما يتعارض مع عصمة الأنبياء. فيكفيه عصمة أن لم يفعل. ومتعلق "لولا" ليس هو "وهم بها" حتى يكون ممتنعًا. إنما هو محذوف مفهوم مما بعده وهو فراره منه وقد قميصه من دبر. ولا داعي لأي تأويل آخر.
اسم الکتاب : التصور الفني في القرآن المؤلف : سيد قطب    الجزء : 1  صفحة : 205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست