اسم الکتاب : البرهان فى تناسب سور القرآن المؤلف : ابن الزبير الغرناطي الجزء : 1 صفحة : 263
ثم أعقب سبحانه بالتنبيه والتذكير "أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ " "وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى".
وقل ما تجد في الكتاب العزيز ورود تسليته عليه السلام إلا معقبة بقصة
موسى عليه السلام وما كابد من بنى إسرائيل وفرعون، وفي كل قصة منها إحراز ما لم تحرزه الأخرى من الفوائد والمعاني والأخبار حتى لا تجد قصة تتكرر، وإنه ظَنَّ ذلك من لم يمعن النظر، فما من قصة من القصص المتكرر في الظاهر إلا ولو سقطت أو قدر إزالتها لنقص من الفائدة ما لا يحصل من غيرها وسنوضح هذا في التفسير بحول الله تعالى.
ئم أتبع جل وتعالى قصة موسى بقصص غيره من الأنبياء (عليهم الصلاة
والسلام) مع أممهم على الطريقة المذكورة وتأنيسا له عليه السلام حتى لا يهلك نفسه أسفا على فوت إيمان قومه، ثم أتبع سبحانه ذلك بذكر الكتاب وعظيم النعمة به فقال: "وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ"
فيا لها كرامة تقصر الألسنة عن شكرها وتعجز العقول عن تقريرها، ثم أخبر تعالى أنه بلسان عربي مبين، ثم أخبر سبحانه بعلي أمر هذا
الكتاب وشائعِ ذكره على ألسنة الرسل والأنبياء عليهم السلام فقال: (وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196)
وأخبر أن علم بني إسرائيل من أعظم آية وأوضح برهان وبينة، وأن تأمل ذلك كاف، واعتباره شاف، فقال: (أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)
اسم الکتاب : البرهان فى تناسب سور القرآن المؤلف : ابن الزبير الغرناطي الجزء : 1 صفحة : 263