وهذا النوع من الأمثال يبرز فيه الأنموذج أو الشاهد أو الحجة أو القصة، ويترك للسامع تدبرها وإجراء القياس بإلحاق النظير بالحكم أو الوصف العام المدلول عليه بالمثل.
وغالباً ما يرد لفظ "ضرب" في أمثلة هذا النوع، نحو:
{ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رّجُلاً فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ} [1].
{وَاضْرِبْ لَهُمْ مّثَلاً أَصْحَابَ القَرْيَةِ إِذْ جَآءَهَا الْمُرْسَلُونَ} [2].
وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه اللَّه - إلى هذين النوعين من الأَمثال وأنهما يتضمنان نوعي القياس - قياس التمثيل وقياس الشمول - حيث قال:
"وضرْب الأمثال في المعاني نوعان، هما نوعا القياس:
أحدهما: الأمثال المعينة التي يقاس فيها الفرع بأصل معين موجود أو مقدر.
النوع الثاني: الأمثال الكلية"[3].
وقال:
"والصواب ما عليه السلف من اللغة الموافقة لما في القرآن.. إن [1] سورة الزمر، الآية رقم (29) . [2] سورة يس، الآية رقم (13) . [3] مجموع الفتاوى، (14/56، 58) .