المطلب الأول: اشتمال المثل على القياس
القياس هو التقدير: يقال قاس الشيء إذا قدره[1]. ويستعمل أَيْضاً في التشبيه، أي في تشبيه الشيء بالشيء، يقال هذا قياس ذاك، إذا كان بينهما تشابه. والقياس اللغوي رد الشيء إلى نظيره.2
فالقياس على هذا أوسع مدلولاً من التشبيه، فقد يكون القياس بأسلوب تشبيهي أو بغيره.
والقياس في الأمثال يكون بطريقين:
أحدهما: التشبيه - كقوله تعالى: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ} [3].
وهذا النوع يقوم فيه المتكلم بإجراء القياس بتشبيه الفرع بالأصل وبيان وجه المشابهة، وغالباً ما يوجد فيه أداة من أدوات التشبيه.
الثاني: إبراز النموذج - الذي يراد أن يُحتذى - والشاهد والحجة، ليقاس عليها ويعمم حكمها لكل من تحقق فيه وصفها، كقوله تعالى: {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لّلّذِينَ آمَنُواْ امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ} [4]. [1] انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية، (14/5) ، والمعجم الفلسفي. د. جميل صليبا، (2/207) .
2 المعجم الفلسفي، (2/207) . [3] سورة الأعراف، الآية رقم (176) . [4] سورة التحريم، الآية رقم (11) .