فالأسلوب ليس تشبيهاً، وليس هناك مورد للمثل تشبه به حال مَن ضُرب له.
4 - ما كان أسلوبه تشبيهاً ولكن ليس له مورد يشبه به مضربه، كتمثلهم بقول: الخنساء[1] - رحمها اللَّه -:
"كأنه علم في رأسه نار"[2].
فهذا ليس فيه واقعة أو حال سابقة ضرب لها، وإنما تشبيه بصورة محسوسة يتخيلها السامع.
تدوين أمثال العرب السارية:
لقد اعتنى الأدباء والعلماء قديماً وحديثاً بتدوين الأمثال السارية ودراستها، واستخلاص الفوائد والعبر منها، وامتد ذلك إلى دراسة الأمثال المعربة، والأمثال العامية. والمؤلفات في هذا الباب تقارب المائة كتاب أو تزيد.3 [1] هي تماضر بنت عمرو بن الحارث، والخنساء لقب غلب عليها، من الشاعرات المخضرمات، أسلمت مع قومها بني سليم، وهي من الشاعرات المجيدات توفيت سنة 24هـ.
انْظر: أسد الغابة (7/88) ، والأعلام للزركلي (2/86) . [2] يضرب للشيء الظاهر المشتهر، انظر: مجمع الأمثال، (1/155) وديوان الخنساء، دار صادر، ص (49) .
3 انظر لمعرفتها كتاب: الأمثال العربية ومصادرها في التراث، لمحمد أبو صوفة من ص (29-37) ، مكتبة الأقصى، الطبعة الأولى، (1302هـ) . وكتاب: الأمثال العربية، دراسة تاريخية تحليلية، د. عبد المجيد قطامش من ص (39 - 122) .