وبهذا يتبين أن العلم والبصيرة في الدين أساس هام لا يتحصل العبد على الإِيمان الكامل بدونه.
خلاصة هذا المطلب:
أن الإِيمان الكامل، الذي يتولى اللَّه أهله، ويوجب لهم الأمن من عقوباته في الدنيا والآخرة، يشمل جميع الطاعات القلبية، والقولية، والفعلية. وهذا المعنى هو المقصود بتعاريف علماء السلف للإِيمان بأنه: قول وعمل واعتقاد، يزيد وينقص، وقد دل على ذلك أدلة كثيرة من الكتاب والسنة.
وهو يشمل جميع شعب الإِيمان ابتداءً من أركان الإِيمان القلبية الستة، وأركان الإِسلام الخمسة، وجميع الواجبات والمستحبات، كما يشمل الكفر بالطاغوت، والبراءة من الشرك وأهله، واجتناب الكبائر، وترك المحرمات والمكروهات.
وكلما زاد المسلم في الالتزام بشعب الإِيمان علماً وعملاً، زاد إِيمانه وتقواه، وترقى في كماله، وأن الإِيمان لا يتحقق إلا إذا التزم بأسس هامة تنحصر فيما يلي:
1 - الإِخلاص لله في كل عباداته.
2 - المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم فيها، وترك البدع، والغلو، والمعاصي.
3 - العلم والبصيرة في الدين.