"يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم {قُلْ} يا محمد {هَذِهِ} الدعوة التي أدعو إليها، والطريقة التي أنا عليها من الدعاء إلى توحيد الله، وإخلاص العبادة له دون الآلهة والأوثان، والانتهاء إلى طاعته وترك معصيته {سَبِيلِي} وطريقتي ودعوتي {أَدْعُو إِلَى اللَّه} وحده لا شريك له {عَلَى بَصِيرَةٍ} بذلك ويقين علم مني به {أَنَا وَ} يدعو إليه على بصيرة أيضاً {مَنِ اتَّبَعَنِي} وصدقني، وآمن بي {وَسُبْحَانَ اللَّه} يقول تعالى ذكره: وقل تنزيهاً لله وتعظيماً له، من أن يكون له شريك في ملكه أو معبود سواه في سلطانه {وَمَآ أَنَا مِنْ المُشْرِكِينَ} يقول: وأنا بريء من أهل الشرك به، لست منهم ولا هم مني"[1].
وقد بين سبحانه أن التعليم من أخص وظائف النبي صلى الله عليه وسلم وأنه به خرج المسلمون من الضلال المبين فقال سبحانه: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ} [2].
فالعلم مقدم على كل قول أو عمل كلف به الإِنسان أو رام القيام به [1] جامع البيان (13/79، 80) . [2] سورة الجمعة الآية رقم (2) .