لَهُ مُخْلِصُونَ} [1].
فانظر إلى قوله في ختام الآية: {وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ} ولم يقل "وأنتم له مخلصون" مما يدل على أن هذا الأمر تفرد به المسلمون.
والإخلاص هو تحقيق معنى شهادة أن لا إله إلا اللَّه في كل العبادات.
قال الشيخ سليمان بن عبد اللَّه بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم اللَّه -: "النوع الثالث: توحيد الإلهية المبني على إخلاص التأله لله تعالى، من المحبة والخوف، والرجاء والتوكل، والرغبة والرهبة، والدعاء لله وحده، ويبنى على ذلك إخلاص العبادات كلها ظاهرها وباطنها لله وحده لا شريك له، لا يجعل فيها شيئا لغيره، لا لملك مقرب، ولا لنبي مرسل، فضلا عن غيرهما ...
وهذا التوحيد هو أول الدين وآخره، وباطنه وظاهره، وهو أول دعوة الرسل وآخرها، وهو معنى قوله: لا إله إلا الله، فإن الإله هو المألوه المعبود بالمحبة والخشية والإجلال والتعظيم، وجميع أنواع العبادة. ولأجل هذا التوحيد خلقت الخليقة، وأرسلت الرسل، وأنزلت الكتب، وبه افترق [1] سورة البقرة الآية رقم (139) .