responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن المؤلف : محمود توفيق محمد سعد    الجزء : 1  صفحة : 89
"ووجْهُ نَظْمِهَا بِمَا قَبْلَها أنَّه لمَّا ابتدأ - سبحانه وتعالى - الفاتحةَ بذكرِ الذَات بالاسم الأعظم الخاصّ الجامعِ لجميع الصفات ثُمَّ تعرَّفَ بالأفعال؛لأنّها مشاهدات،ُمَّ رقَّى الخطاب إلى التعريف بالصفات، ثُمَّ أعلاه رجوعًا إلى الذات للتأهل للمعرفة ابتدأ هذه السورة [البقرة] بصفة الكلام؛لأنها أعظم المعجزات،وأبينها على غيب الذات، وأوقعها في النفوس لا سيما عند العرب، ثمَّ تعرّفَ بالأفعال، فأكثر منها فلمَّا لم يبقَ لَبْسٌ أثبتَ الوحدانيةَ بآيتها السابقة [ي:254] التي حثَّ فيها على الإنفاق قبل هجوم يوم التلاق، يوم انقطاع الأحساب والتواصل بالأنساب يوم لاينجي عند الحساب إلا ماشرعه - سبحانه وتعالى - من الأسباب،وكذا ما قبلها مما شاكلها مخللا ذلك بأفانين الحكم ومحاسن الأحكام وأنواع الترغيب والترهيب في محكم الرَّصف والترتيب
فلما تمت الأمور وهالت تلك الزواجر، وتشوقت الأنفسُ، فتشوفت الخواطر إلى معرفة سبب انقطاع الوصل بانبتار الأسباب، وانتفاء الشفاعة في ذلك اليوم ... بيّن - سبحانه وتعالى - صفة الآمر بما هو عليه من الجلال والعظمة ونفوذ الأمر والعلو عن الضّدّ والتنزه عن الكفؤ والنّدّ والتفرد بجميع الكمالات والهيبة المانعة بعد انكشافها هناك أتمّ انكشاف؛لأن تتوجّه الهمم لعيره،وان تنطق بغير إذنه، وأن يكون غير ما يريد؛ ليكون ذلك أدعَى إلى قبول أمره، والوقوف عند نهيه وزجره
ولأجل هذه الأغراض ساق الكلام مساق جواب لسؤال، فكانّه قيل: هذا ما لا يعرف من أحوال الملوك، فمن الملك في ذلك اليوم، فذكر آية الكرسِيّ سيدة آي القرآن...."

اسم الکتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن المؤلف : محمود توفيق محمد سعد    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست