responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن المؤلف : محمود توفيق محمد سعد    الجزء : 1  صفحة : 77
وإطباق "صاده" و "طائه" واستعلاؤهما، وجهر "الزاي" و"الراء" و"الطاء" وشدة "الطاء" وقلقلته، وما له من التفخيم، وتكرير "الراء" الذي ضارع به مع التفخيم المستعلية مع رخاوة" السين" و"الصاد" والزاي" وهمس الأولين، واستفال " السين" و"الزاي" و"الراء" وقيامه بين الشدة والرخاوة، فامتزج له بما أبانته هذه الحروف المتصفة بهذه الأوصاف المتضادة من اللين والشدة أمر عجيب ٌله سرٌّ غريب يحتاج إلى شرح طويل يشير [إلى] حديث: "الدين يسر، ولن يُشادَّ الدين أحدٌ إلاَّ غلبَهُ " [1] وحديث: " إنَّ هذا الدين متين فأوغل فيه برفق" [2] ونحوهما
وإنّما قلت: إنَّ هذه المعاني مستفادة من هذه الحروف المرادة لخصوص هذا التأليف؛ لأنّ واضع هذه اللغة الحكيمة هو الله تعالى، وقد جعل سبحانه بحكمته بين الحروف الدَّالة والمعاني المفهومة منها مناسبة يفهمها أهل البصائر
وكون الصفات الشديدة أكثرمن الرخوة في حروف هذه الكلمة مشير إلى أنَّه ينبغِي في حال السلوك أنْ يكون الخوفُ أغلبَ على السَّالك من الرجاء....
هذا مادلّتْ عليه الحروف أصلا وفرعًا من جهة الصفات، ودلّ اتحاد مخرجها، وهو "رأس اللسان " الذي هو أوسع المخارج وأخفاها، وهو مع كونه أوسطها أقرب الوسط إلى الختام [دلَّ] على أنَّه أوسعُ الأديان، وأسهلها , وأقربها إلى السَّاعةِ، فما بعده دينٌ ينتظر، ولا بعد نبيه نبيٌّ يبعثُ، وعلى أنَّهُ واحدٌ وإنْ تعدّدتْ فروعُهُ، وأنَّ الكثير إنما هو طرق الضلال......" (3)

[1] ? 1 - رواه الشيخان في كتاب الإيمان: ونصّه في البخاري: {إنَّ الدّين يسْرٌ، ولن يُشادَّ الدّينَ أحدٌ إلا غَلَبَهُ، فسَدِّدوا، وقاربُوا، وأبشروا، واستعينُوا بالغَدْوَة وَالرّوْحَةِ وشَيْءٍ مِنض الدُّلْجةِ "
[2] ? 2- رواه أحمد بسنده مرفوعًا عن أنس ين مالك - رضي الله عنهم - (1 / 199)
(3) - السابق: ق: 28 / أ – 30 / ب
اسم الکتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن المؤلف : محمود توفيق محمد سعد    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست