responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن المؤلف : محمود توفيق محمد سعد    الجزء : 1  صفحة : 76
" (اهدنا) وأصل الهدى أن يتعدّى إلى مفعول أول بنفسه، وإلى ثان بحرف الجر، وهو إمَّا " إلى" وهي الأصل، كقوله - سبحانه وتعالى -: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (الفاتحة:6) {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (الشورى: من الآية52) أو "اللام" إشارة إلى أنّ الهادي عظيم التأثير في الهداية، ومنه: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (الاسراء: من الآية9) وقد يتسع فيه، فيحذف الحرف إذا أريد تأثيرا أبلغ مما أريدَ باللام، فيتعدى بنفسه، للإشارة إلى تضمينه معنى"الزم" كقوله تعالى: {وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً} (الفتح: من الآية2) وكهذا الحرف، فالمعنى أوضح لنا ببيان الطريق، وإيجاد التوفيق في كلّ شيءٍ يرضيك أنا وجميع عبادك بأن ترشدنا وتدلنا دلالة عظيمةً جدًا بلطفٍ ومدد بإضافة القوى التي نتمكن بها من معرفة المصلح، ونصب الدلائل الفارقة بين الحق والباطل، وتنوّر بصائرننا، وتوفقنا لنلزم (الصراط) أي الطريق الأكمل بما أشعرت به "لام" الكمال، والتذكير، الواسع الواضح الذي يسْترط [أي بالسين المهملة] ويبتلعه بما له من الاتساع المكنى به عن سهولته ووضوحه بما أشار إليه تركيب حروفه، واختلاف القراء فيها مع التدبّر لصفاتها: انفتاح "سينه" الذي هوالأصل في هذه المادة في رواية" قنبل" عن "ابن كثير"ورويس" عن " يعقوب"، و"زايه" المتولد من إشراب "الصاد" في قراءة" حمزة"و"رائه" وصفير الأولين، و"الصاد" المبدل من "السين" عند الباقين

اسم الکتاب : الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن المؤلف : محمود توفيق محمد سعد    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست