اسم الکتاب : الإقناع في القراءات السبع المؤلف : ابن الباذِش الجزء : 1 صفحة : 206
وذلك {تُؤْوِي} ، و {تُؤْوِيهِ} ، و {وَرِئْيًا} [مريم: 74] اعتدادا بالعارض، واختاره أبو عمرو لموافقته الخط، ولأنه -فيما ذكر- قد جاء نصا عن حمزة في {وَرِئْيًا} واختار أبو محمد الإظهار، وهو الذي عليه أكثر الناس؛ لأن البدل عارض، وهو اختيار أبي -رضي الله عنه- واختيار شيخنا أبي الحسن بن شريح.
قال أبو محمد مكي: "فأما "رؤيا" فما علمت أن أحدا من القراء روى فيها الإدغام[1]؛ لأنه يلزم فيها كسر الراء وإبدال الواو ياء مع الإدغام، وذلك تغيير وإحالة".
قال لي أبي -رضي الله عنه: هذا كله حكاه سيبويه, وقد أجازه بعضهم ورواه.
قال أبو جعفر: ولكن لا يؤخذ به كما ذكر أبو محمد.
فأما {أَنْبِئْهُمْ} [البقرة: 33] منهم من كسر الهاء لمجاورتها الياء المبدلة من الهمزة، كما تكسر مع الياء الصحيحة في {فِيهِمْ} وهو مذهب ابن مجاهد.
ومنهم من يتركها على حالها من الضم؛ لأن الهمز مراد، ولأنه كهاء {عَلَيْهِمْ} إذ ياؤها غير لازمة مع الظاهر، فمراعاة حال الوصل في الوقف آكد من مراعاة حال الظاهر مع الضمير، وهذا الوجه أولى، وقد نص عليه أبو هشام الرفاعي.
وأما المتحركة: فما قبلها ينقسم كانقسام ما قبل المتطرفة:
فإن سكن ما قبلها، وكان حرفا صحيحا، أو واوا أو ياء أصليين حذفتها، وألقيت حركتها على الساكن فحركته بها نحو {خِطْئًا} [الإسراء: 31] ، و {الْمَشْأَمَةِ} [الواقعة: 9، والبلد: 19] ، و {تَجْأَرُونَ} [النحل: 53] ، و {يَسْأَلونَ} [الأنبياء: 23] ، [والزخرف: 19] ، و {شَيْئًا} ، و {كَهَيْئَةِ} [آل عمران: 49] ، [والمائدة: 11] ، و {مَذْءُومًا} [الأعراف: 18] ، و {مَسْؤُولًا} ، و {سِيئَتْ} [الملك: 27] ، و {اسْتَيْأَسُوا} [يوسف: 80] ، و {مَوْئِلًا} [الكهف: 58] ، و {الْمَوْؤُودَة} [التكوير: 8] وشبهه.
وهذا التخفيف القياسي موافق في هذا الفصل للخط، إلا {النَّشْأَةَ} ، و {مَوْئِلًا} فإنهما كتبتا بألف وياء بعد الساكنين، وسأورد ما ذكر القراء فيهما إن شاء الله تعالى. [1] الإدغام في "رؤيا" وبابها قراءة أبي جعفر يزيد بن القعقاع, إمام المدينة.
اسم الکتاب : الإقناع في القراءات السبع المؤلف : ابن الباذِش الجزء : 1 صفحة : 206