اسم الکتاب : إعجاز القرآن المؤلف : الباقلاني الجزء : 1 صفحة : 296
وهذا يبين لك بأنه قد يعلم الخط فيكتب سطراً، فلو أراد أن يأتي بمثله بحيث لا يغادر منه شيئاً لتعذر، والعلم حاصل.
وكذلك قد يحسن [1] كيفية الخط، ويميز (2) الجيد منه من الردئ، ولا يمكنه أن يأتي بأرفع درجات الجيد.
/ وقد يعلم قوم كيفية إدارة (3) الأقلام، وكيفية تصوير الخط، ثم يتفاوتون في التفصيل (4) ، ويختلفون في التصوير.
وألزمهم أصحابنا أن يقولوا بقدرتنا على إحداث الأجسام، وإنما يتعذر وقوع ذلك منا بأنا (5) لا نعلم الأسباب التي إذا عرفنا إيقاعها على وجوه اتفق لنا فعل الاجسام.
وقد ذهب بعض المخالفين إلى أن العادة انتقضت بأن أنزله جبريل، فصار القرآن معجزاً لنزوله على هذا الوجه، ومن قبله لم يكن معجزا! ! هذا قول أبي هاشم (6) ، وهو ظاهر الخطأ، لأنه يوجب [7] أن يكونوا قادرين على مثل القرآن، وأنه لم [يكن] (8) يتعذر عليهم فعل مثله، وإنما تعذر بإنزاله، ولو كانوا قادرين على مثل ذلك كان قد اتفق من بعضهم مثله.
وإن كانوا في الحقيقة غير قادرين قبل نزوله ولا بعده على مثله، فهو قولنا.
/ وأما قول كثير من المخالفين، فهو على ما بينا، لأن معنى المعجز عندهم تعذر فعل مثله، وكان ذلك متعذرا قبل نزوله وبعده.
فأما الكلام في أن التأليف هل له نهاية؟ فقد اختلف المخالفون من المتكلمين فيه:
فمنهم من قال: ليس لذلك نهاية، كالعدد، فلا (9) يمكن أن يقال: إنه [1] سقطت هذه الكلمة من م (2) سقطت هذه الكلمة من ك (3) سقطت هذه الكلمة من م (4) كذا في ك، س.
وفى م، ا " يتقاربون في التشكيل ".
وب " في التشكل " (5) س: " لانا " (6) هو أبو هاشم عبد السلام بن أبى على محمد الجبائى (247 - 321) ، وكان يعتبر أن الواجب على المكلف هو الشك، لان النظر العقلي من غير سابقة شك تحصيل حاصل. [7] كذا في ا، ب، ك، م.
وفى س " يلزم " (8) س: " وإن لم يتعذر " (9) م: " ولا " (*)
اسم الکتاب : إعجاز القرآن المؤلف : الباقلاني الجزء : 1 صفحة : 296