اسم الکتاب : إعجاز القرآن المؤلف : الباقلاني الجزء : 1 صفحة : 257
سمعت ثعلبا يقول: [سمعت سلمة [1] يقول] (2) : سمعت الفراء / يقول: العرب تسمي البيت الواحد يتيماً، وكذلك يقال (3) : " الدرة اليتيمة "، لانفرادها، فإذا بلغ البيتين والثلاثة فهي " نتفة "، وإلى العشرة تسمى " قطعة "، وإذا بلغ العشرين استحق أن يسمى " قصيداً "، وذلك مأخوذ من المخ القصيد، وهو المتراكم بعضه على بعض، وهو ضد الرار [4] ، ومثله الرثيد (5) .
انتهت الحكاية، ثم استشهد بقول لبيد [6] : فتذكرا ثقلا رثيدا بعد ما * ألقت ذُكاء يمينها في كافر (7) / يريد بيض النعام، لانه ينضد بعضه على بعض.
وكذلك يقع في الكلام البيت الوحشي والنادر، والمثل السائر، والمعنى الغريب، والشئ الذي لو اجتهد له لم يقع عليه، فيتفق له ويصادفه.
قال لي بعض علماء هذه الصنعة - وجاريته في ذلك - إن هذا مما [1] هو سلمة بن عاصم النحوي، وراق الفراء، راجع ترجمته في بغية الوعاة ص 260 ومعجم الادباء 11 / 242 - 243 وتاريخ بغداد 9 / 134 (2) الزيادة من ا، ب، م.
وفى س، ك " ثعلبا يقول سمعت الفراء " وهو خطأ فإن الفراء مات سنة سبع ومائتين، عن سبع وستين سنة، وقد ولد ثعلب سنة مائتين، وتوفى سنة إحدى وتسعين ومائتين.
كما في بغية الوعاة ص 411، 173 (3) م: " تقول ". [4] في اللسان 4 / 354 " وأصله من القصيد وهو المخ السمين الذى يتقصد، أي يتكسر لسمنه، وضده الرير والرار، وهو المخ السائل الذائب الذى يميع كالماء ولا يتقصد " (5) س: " الرئيد " [6] في اللسان 4 / 152 " وقال ثعلبة بن صعير المازنى - وذكر الظليم والنعامة، وأنهما تذكرا بيضهما في أدحيهما فأسرعا إليه - فتذكر ثقلا إلخ والرثد بالتحريك: متاع البيت المنضود بعضه فوق بعض والمتاع رثيد ومرثود " ونسبه لثعلبة أيضا في 6 / 463، كما نسبه له أيضا ابن قتيبة في الشعر والشعراء 1 / 243 وهو لثعلبة من قصيدة في المفضليات ص 130 (7) س: " رئيدا " م: " في كفار " وفى اللسان 6 / 463 " وذكاء: اسم للشمس.
ألقت يمينها في كافر: أي بدأت للمغيب.
قال الجوهرى: ويحتمل أن يكون أراد الليل، وذكر ابن السكيت أن لبيدا سرق هذا المعنى فقال: حتى إذا ألقت يدا في كافر * وأجن عورات الثغور ظلامها " وانظر الشعر والشعراء 1 / 243 (*)
اسم الکتاب : إعجاز القرآن المؤلف : الباقلاني الجزء : 1 صفحة : 257