اسم الکتاب : أحكام القرآن المؤلف : الجهضمي الجزء : 1 صفحة : 164
في انفسهم وانما احضروا ليكونوا شهودا لعذاب غيرهم
فان كل الواحد شهود يقوم مقام الجماعة فينبغي ان يقاس عليه وان لم يكن يقوم مقامهم خرج من حكمهم بالمعني واللفظ جميعا فاما المعني فهو ماوصفنا ان الشاهد لا يقوم مقام الجماعة من الشهود ولا سيما في هذا الامر الذي يدل ظاهرة اذا حضر من بين الحدود بان يحضره الشهود على ان ذلك المعنى يحتاج اليه فيمن يحضر بين المحدود وبين غيره وهو ان يقذفه قاذف بعدما يقام عليه حد الزنا فان اتي القاذف باربعة فشهدوا ان حاكما قد حد المقذوف في الزنا سقط عن القاذف الحد
وكذلك لو كانت امه لرجل فحدها سيدها في الزنا ثم اعتقت فقذفها رجل فاتى القاذف باربعة فشهدوا انها كانت امة وان سيدها قد كان حدها في الزنا لسقط عن القاذف الحد فهذا هو الظاهر الذي يدل الخصوص في احضار الشهود عذاب الزاني
واما قول قتادة في حضور الشهود ليكون ذلك عظة وعبرة لغيرهم فانه لو كان
لهذا المعنى لكان اوكد في كثرة العدد الذي يحضرون لان الشهرة انما تكون بالجماعة الذين يكثر عددهم وليس سدل المعنى الا على ما وصفنا والله اعلم لانه تحصيل حكم بين الناس واذا وقع شئ فكان فيه معنى حكم يحدث كان اغلب مما لا حكم فيه
اسم الکتاب : أحكام القرآن المؤلف : الجهضمي الجزء : 1 صفحة : 164