responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر المؤلف : فهد الرومي    الجزء : 1  صفحة : 401
"عجبا لأمر المؤمن, إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن, إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له, وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له" [1] وأطلقه بقوله: "وفي بضع أحدكم صدقة" قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: "أرأيتم لو وضعها في حرام كان عليه وزر, فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر" [2] وأطلقه بقوة لأولئك النفر الذين قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر, وقال ثالثهم: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا, فأعلنها رسول الحق: "أما والله, إني لأخشاكم لله وأتقاكم له, لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء, فمن رغب عن سنتي فليس مني" [3].
هذا هو منهج الإسلام في إيلام الحواس وما أخال هؤلاء الذين اعتقدوا أن إيلام الحواس يوصل العبد للصفات الملكية, ما أخالهم إلا رغبوا عن سنته -عليه الصلاة والسلام- ولذلك فهم يفرحون ويستبشرون بالابتلاء, ويسألون الله الحفظ إذا وقعت عليهم النعمة, وهذا ما قالوه في الابتلاء.
الابتلاء:
وذلك عند قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [4].
فقال: "ولا بد أن يكون الاسترجاع بالقلب والروح لا باللسان فقط, فالمؤمن إن أتته النعمة تنبه وخاف أن تكون بلية وسأل الله الحفظ, وإن أتته البلية فرح واستبشر؛ لأن في طيها عطية, جعلنا الله من أهل اليقظة[5] والحضور"[6].

[1] رواه مسلم, كتاب الزهد ج18 ص125.
[2] رواه مسلم, كتاب الزكاة ج7 ص92.
[3] رواه البخاري, كتاب النكاح ج6 ص116؛ ومسلم, كتاب النكاح ج9 ص176.
[4] سورة البقرة: من الآية 155 و156.
[5] أهل اليقظة هم الذين يلتزمون حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن المؤمن, أنه إذا أصابته سراء شكر, وإذا أصابته ضراء صبر، ولم يقل: فرح, ويستبشر كما يزعم هؤلاء.
[6] ضياء الأكوان: أحمد العقاد ج2 ص25.
اسم الکتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر المؤلف : فهد الرومي    الجزء : 1  صفحة : 401
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست