responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر المؤلف : فهد الرومي    الجزء : 1  صفحة : 398
فقال: "ولكن للعارفين حج آخر يحجونه متى اشتاقوا لحبيبهم وهو حج الروح لا يتكلفون سفرا ولا انتقالا؛ لأن مطلوبهم في أنفسهم وهو القلب الذي هو بيت الله العامر بأسرار الله وأنواره, وقد قال بعض العارفين: عجبت لمن يحن ويرحل لبيت الخليل[1] وهو الكعبة, كيف لا يحن ويشاهد العجائب في بيت بناه الرب الجليل وهو القلب والغرض من القلب هو العامر بالإيمان والحب والتقوى والرحمة, فهو كنز السعادة فكعبة الأشباح بمكة المكرمة وكعبة الأرواح معك وهو قلبك, فاحرص على الطواف حول المعاني التي فيك يتجل لك خالقك وبارئك متعنا الله بتلك المعاني"[2].
أما نحن المسلمون فنحمد الله أن حمانا من هذه المعاني الضالة التي تمس حرمة بيت الله, وتقلل من شأن ركن من أركان الإسلام لمصلحة شبهة من شبهات الشيطان.
شراب المعاني:
وأشار إلى هذا عند تفسيره لقوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [3], فقال: "فحرمها الله تحريما كليا؛ لأنه علم من قلوبهم الاستعداد لقبول الأمر وذوقهم لحلاوة المعاني الروحية التي هي ألذ عند النفوس من كل شراب, وهي الراح الطهور التي من شرب منها كأسا هام في الحبيب واطلع على السر العجيب"[4].
الذكر:
قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُم} [5] فسر المؤلف الذكر هنا بقوله: "والذكر له ثلاث حقائق: ذاكر ومذكور وذكر. فالذاكر هو

[1] تقليل من شأن الكعبة المشرفة التي وصفها الله بالبيت الحرام, وبقوله سبحانه: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ} ، فهل البيت بعد هذا بيت الخليل أو بيت الله؟
[2] ضياء الأكوان: أحمد العقاد ج2 ص84.
[3] سورة البقرة: الآية 219.
[4] ضياء الأكوان: ج2 ص106.
[5] سورة البقرة: من الآية 152.
اسم الکتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر المؤلف : فهد الرومي    الجزء : 1  صفحة : 398
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست