اسم الکتاب : معاني القرآن وإعرابه المؤلف : الزجاج الجزء : 1 صفحة : 49
ومن قال إن إياك بكماله الاسمُ، قيل له: لم نر اسما للمضمر ولا
للمظهر يُضَاف وإنَّما يتغيرُ آخرُهُ ويبْقى ما قَبْل آخرِهِ على لفظٍ واحد.
والدَّلِيل على إضافته قولُ العرب: " إِذَا بَلغَ الرجُلُ الستِينَ فإياه وإيا الشَواب " يا هَذَا. وإِجراؤُهم الهاءَ في إيَاهُ مَجْرَاها في عصاه.
* * *
وقوله عزَّ وجلَّ: (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).
الأصل في نستعين: نَسْتَعْوِن لأنهُ إنما معناه من الْمَعُونَةِ والعَوْن.
ولكن الواو قُلِبَتْ ياءً لِثِقَل الكَسْرةِ فيها، ونُقِلَتْ كَسْرَتُهَا إلى العين، وبقيَتْ الياءٌ سَاكِنَة، لأنَّ هذا مِنَ الإعْلالِ الذي يَتْبَع بعضُه بعْضاً نَحو أعان يُعِينَ وَأقَامَ يُقِيمُ، وهذا يُشْرَحُ في مَكانِه شَرْحاً مُسْتَقْصًى إنْ شَاءَ اللَّه.
**
قوله عزَّ وجلَّ: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)
معناه المنهاج الواضح قال الشاعر:
أميرُ المؤْمنين على صراط. . . إذا اعوج المناهج مستقيم
أي على طريق واضح.
ومعنى (اهْدِنَا وهم مهتدون: ثَبِّتْنا على الْهُدَى.
كما تقول للرجل القائم: قم لي حتى أعود إليك.
تعني: أثبت لي على ما أنت عليه.
اسم الکتاب : معاني القرآن وإعرابه المؤلف : الزجاج الجزء : 1 صفحة : 49