اسم الکتاب : معاني القرآن وإعرابه المؤلف : الزجاج الجزء : 1 صفحة : 47
الكلام - على ما نُصِب عليه (رب العالمين والرحْمنِ الرحِيم)
جازَ في الكلام.
فأما في الْقراءَةِ فلا أسْتحْسِنه فيها، وقَدْ يجوز أنْ تنْصِب رب العالمين ومالك يومِ الدِّين على النداءِ في الكَلام كما تقول: الحمدُ للَّهِ يا ربَّ العَالمين، " ويا
مَالكَ يَوْمِ الدِّين "
كأنك. بعد أن قُلْت.: " الحمدُ للهِ " قلت لك الْحْمدُ يا ربَّ
العالمين ويا مالك يوم الدين.
وقُرِئ (مَلِكِ يَوْمَ الدِّين، ومَالِكِ يَوْمَ الدِّين).
وإنما خُصَّ يومُ الدِّين واللَّه عزَّ وجلَّ يَملك كل شَيءٍ لأنه اليومُ الذي
يضْطَر فيه الْمخلوقونَ إلى أنْ يعْرِفُوا أن الأمْر كلَّه للَّهِ، ألا تراه يقولُ:
(لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) وقوله: (يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً)
فهو اليوم الذي لا يملك فيه أحد لنفسه ولا لغيره نَفْعاً ولا ضَرَاً.
ومن قرأ (مَالِك يَوْم الدِّين) فعلى قوله (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ).
وهو بمنزلة مَنِ الْمَالكُ الْيوْم.
ومن قرأ (مَلِكِ يَوْم الدِّين)
فعلى معنى " ذُو الْمَمْلَكَةِ " في يوم الدين، وقيل إنها قراءَة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
* * *
وقوله عزَّ وجلَّ: (يَوْم الدِّين).
الدين في اللغة الجزاءُ، يقال: كما تَدِين تُدَان، المعنى كما تعمل تُعْطى.
وتُجَازىَ، قال الشاعر:
اسم الکتاب : معاني القرآن وإعرابه المؤلف : الزجاج الجزء : 1 صفحة : 47