responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معاني القرآن وإعرابه المؤلف : الزجاج    الجزء : 1  صفحة : 342
وقوله عزَّ وجلَّ: (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)
هذا الكلام معطُوف على معنى الكلام الأول، والمعنى - واللَّه أعلم -
أرأيت كالذي مرَّ على قَريةٍ، والقرية في اللغة سميت قرية لاجتماع الناس
فيها، يقال قرَيْتُ المَاءَ في الحوضِ إِذَا جمعتُه.
* * *
وقوله عزَّ وجلَّ: (وَهِيَ خَاوِية عَلَى عُرُوشِهَا).
معنى (خاوية): خالية - و (عروشها) - قال أبو عبيدة: هي الخِيَام وهي
بيوت الأعراب، وقال غير أبي عبيدة: معنى (وهي خاوية على عروشها) بَقِيَتْ حيطانُها لا سُقُوف لها.
ويقال خَوتِ الدار والمدينة تخْوي خَواءً - ممدود - إِذا خلت من أهلها، ويقال فيها: " خَوِيَتْ " والكلام هو الأول - ويقال للمرأة إِذا
خَلَا جوفُها بعدَ الولادةِ وللرجل إِذا خَلا جوفُه من الطًعامِ - قدْ خوِيَ ويخْوَى
خَوًى - مقصور - وقد يقال فيه خَوَى يخْوِي - والأولُ فِي هَذَا أجود.
* * *
وقوله عزَّ وجلَّ: (أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا).
معناه منُ أيْنَ يُحيي هَذه اللَّهُ بعْدَ مَوْتِهَا.
وقيل في التفسير إِنه كان مؤمناً وقد قيل إِنه كان كافراً، ولا ينكر أن
يكون مُؤْمناً أحبَّ أن يزداد بصيرة في إِيمانه فيقول: ليت شعري كيف تُبْعَثُ
الأموات كما قال إبراهيم عليه السلام: (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى).
* * *
وقوله عزَّ وجلَّ: (فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ).
معناه ثم أحياه لأنه لا يُبْعث ولا يتصرف إِلا وهو حي.
* * *
وقوله عزَّ وجلَّ: (كَمْ لَبِثْتَ).

اسم الکتاب : معاني القرآن وإعرابه المؤلف : الزجاج    الجزء : 1  صفحة : 342
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست