responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفوة التفاسير المؤلف : الصابوني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 195
المنَاسَبَة: لّما ذكر تعالى خيانة أهل الكتاب بتحريفهم كلام الله عن مواضعه، وتغييرهم أوصاف رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الموجودة في كتبهم حتى لا يؤمنوا به، ذكر تعالى هنا ما تقوم به الحجة عليهم وهو أن الله قد أخذ الميثاق على أنبيائهم أن يؤمنوا بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إن أدركوا حياته، وأن يكونوا من أتباعه وأنصاره، فإِذا كان الأنبياء قد أخذ عليهم العهد أن يؤمنوا به ويبشروا بمبعثه فكيف يصح من أتباعهم التكذيب برسالته؟ ثم ذكر تعالى أن الإِيمان بجميع الرسل شرط لصحة الإيمان وبيَّن أن الإِسلام هو الدين الحق الذي لا يقبل الله ديناً سواه.
اللغَة: {مِيثَاقَ} الميثاق: العهد المؤكد بيمين ونحوه وقد تقدم {إِصْرِي} عهدى وأصله في اللغة الثقل قال الزمخشري: وسمي إصراً لأنه مما يؤصر أي يشد ويعقد {الفاسقون} الخارجون عن طاعة الله {طَوْعاً} انقياداً عن رغبة {وَكَرْهاً} إِجباراً وهو كاره {الأسباط} جمع سبط وهو ابن الإِبن والمراد به هنا قبائل بني إِسرائيل من أولاد يعقوب {يُنظَرُونَ} يمهلون يقال: أنظره يعني أمهله والنظرة والإِمهال {الخاسرين} الخسران: انتقاص رأس المال يقال: خسر فلان أي أضاع من رأس ماله {الضآلون} التائهون في مهامه الكفر.
سَبَبُ النّزول: عن ابن عباس قال: ارتد رجل من الأنصار عن الإِسلام ولحق بالشرك ثم ندم، فأرسل إِلى قومه: سلوا لي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هلل من توبة فإِني قد ندمت؟ فنزلت الآية {كَيْفَ يَهْدِي الله قَوْماً كَفَرُواْ ... .} إلى قوله {إِلاَّ الذين تَابُواْ مِن بَعْدِ ذلك وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} فكتب بها قومه إِليه فرجع فأسلم.
التفِسير: {وَإِذْ أَخَذَ الله مِيثَاقَ النبيين} أي اذكروا يا أهل الكتاب حين أخذ الله العهد المؤكد على النبيّين {لَمَآ آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ} أي لمن أجل ما آتيتكم من الكتاب والحكمة قال الطبري: المعنى لمهْما آتيتكم أيها النبيّون من كتاب وحكمة {ثُمَّ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ} أيثم جاءكم رسول من عندي بكتاب مصدق لما بين أيديكم وهو محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ {لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ} أي لتصدقنه ولتنصرنه، قال ابن عباس: ما بعث الله نبياً من الأنبياء إِلا أخذ عليه الميثاق لئن بعث الله محمداً وهو حي ليؤمننَّ به ولينصرنه وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته {قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ على ذلكم إِصْرِي} أي أأقررتم واعترفتم بهذا الميثاق وأخذتم عليه عهدي؟ {قالوا أَقْرَرْنَا} أي اعترفنا {قَالَ فاشهدوا وَأَنَاْ مَعَكُمْ مِّنَ الشاهدين} أي اشهدوا على أنفسكم وأتباعكم وأنا من الشاهدين عليكم وعليهم {فَمَنْ تولى بَعْدَ ذلك} أي أعرض ونكث عهده {فأولئك هُمُ الفاسقون} أي هم الخارجون عن طاعة الله {أَفَغَيْرَ دِينِ الله يَبْغُونَ} الهمزة للإِنكار التوبيخي أي أيبتغي أهل الكتاب ديناً غير الإِسلام الذي أرسل الله به رسله؟ {وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السماوات والأرض} أي ولله استسلم وانقاد

اسم الکتاب : صفوة التفاسير المؤلف : الصابوني، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 195
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست