responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 504
{كَلاَّ} حَقًا يَا مُحَمَّد {إِنَّهُمْ} يَعْنِي المكذبين بِيَوْم الدّين

{لِيَوْمٍ عَظِيمٍ} شَدِيد هوله وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة

{يَوْمَ يَقُومُ النَّاس} من الْقُبُور {لِرَبِّ الْعَالمين} رب كل ذِي روح دب على وَجه الأَرْض وَمن أهل السَّمَاء فَلَمَّا قَرَأَ عَلَيْهِم النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذِه السُّورَة تَابُوا وَرَجَعُوا إِلَى وَفَاء الْكَيْل وَالْوَزْن

{كَلاَّ} حَقًا يَا مُحَمَّد {إِنَّ كِتَابَ الْفجار} أَعمال الْكفَّار {لَفِي سِجِّينٍ}

{وَمَا أَدْرَاك} يَا مُحَمَّد {مَا سِجِّين} مافى السجين تَعْظِيمًا لَهَا

{كِتَابٌ مَّرْقُومٌ} يَقُول أَعمال بني آدم مَكْتُوب فِي صَخْرَة خضراء تَحت الأَرْض السَّابِعَة السُّفْلى وهى سِجِّين

{وَيْلٌ} شدَّة الْعَذَاب {يَوْمَئِذٍ} يَوْم الْقِيَامَة {لِّلْمُكَذِّبِينَ} بالايمان والبعث

{الَّذين يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدّين} بِيَوْم الْحساب وَالْقَضَاء فِيهِ

{وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ} بِيَوْم الدّين {إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ} عَن الْحق غشوم ظلوم {أَثِيمٍ} فَاجر مثل الْوَلِيد بن الْمُغيرَة المَخْزُومِي

{فِي أَىِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ} إِن شَاءَ شبهك فِي صُورَة الْأَعْمَام أَو صُورَة الأخوال وَإِن شَاءَ حسنا وَإِن شَاءَ دميماً وَإِن شَاءَ صورك فِي صُورَة القردة والخنازير وَأَشْبَاه ذَلِك

{كَلاَّ} حَقًا يَا مُحَمَّد {بَلْ رَانَ} بل طبع الله {على قُلُوبِهِمْ} على قُلُوب المكذبين بِيَوْم الدّين وَيُقَال الذَّنب على الذَّنب حَتَّى يسود الْقلب وَهُوَ رين الْقلب {مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} بِمَا كَانُوا يَقُولُونَ ويعملون فِي الشّرك

{أَلا يَظُنُّ} أَلا يعلم ويستيقن {أُولَئِكَ} المطففون بِالْكَيْلِ وَالْوَزْن {أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ} محيون

وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {وَيْلٌ} شدَّة الْعَذَاب {لِّلْمُطَفِّفِينَ} بِالْكَيْلِ وَالْوَزْن وهم أهل الْمَدِينَة كَانُوا مسيئين بِالْكَيْلِ وَالْوَزْن قبل مجىء مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَيْهِم فَنزلت على النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مسيره بِالْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَة هَذِه السُّورَة ويل شدَّة الْعَذَاب لِلْمُطَفِّفِينَ المسيئين بِالْكَيْلِ وَالْوَزْن

{إِذَا تتلى} تقْرَأ {عَلَيْهِ} على الْوَلِيد بن الْمُغيرَة {آيَاتُنَا} الْقُرْآن بِالْأَمر وَالنَّهْي {قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلين} هَذِه أَحَادِيث الْأَوَّلين فِي دهرهم وكذبهم

{وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ} من الْمَلَائِكَة يحفظونكم ويحفظون أَعمالكُم

{وَإِذَا كَالُوهُمْ} كالوا لغَيرهم {أَوْ وَّزَنُوهُمْ} أَو وزنوا لغَيرهم {يُخْسِرُونَ} ينقصُونَ فِي الْكَيْل وَالْوَزْن ويسيئون جدا وَيُقَال ويل شدَّة الْعَذَاب يَوْمئِذٍ لِلْمُطَفِّفِينَ من الصَّلَاة وَالزَّكَاة وَالصِّيَام وَغير ذَلِك من الْعِبَادَات

{كَلاَّ} حَقًا {بَلْ تُكَذِّبُونَ} يَا معشر قُرَيْش {بِالدينِ} بِالْحِسَابِ وَالْقَضَاء

{كِرَاماً} هم كرام على الله مُسلمُونَ {كَاتِبِينَ} يَكْتُبُونَ أَعمالكُم

{يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} وَمَا تَقولُونَ من الْخَيْر وَالشَّر ويكتبون ذَلِك كُله

{إِنَّ الْأَبْرَار} الصَّادِقين فِي إِيمَانهم أَبَا بكر وَأَصْحَابه {لَفِي نَعِيمٍ} فِي جنَّة دَائِم نعيمها

{وَإِنَّ الْفجار} الْكفَّار كلدة وَأَصْحَابه {لَفِي جَحِيمٍ} فى نَار

{وَمَا هُمَ} يَعْنِي الْكفَّار {عَنْهَا} عَن النَّار {بِغَآئِبِينَ} إِذا دخلُوا فِيهَا

{وَمَآ أَدْرَاكَ} يَا مُحَمَّد {مَا يَوْمُ الدّين} مَا يَوْم الْحساب

{ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ} يَا مُحَمَّد {مَا يَوْمُ الدّين} مَا يَوْم الْحساب يُعجبهُ بذلك تَعْظِيمًا لَهُ

ثمَّ بيَّن لَهُ فَقَالَ {يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ} لَا تقدر {نَفْسٌ} مُؤمنَة {لِنَفْسٍ} كَافِرَة {شَيْئاً} من النجَاة والشفاعة {وَالْأَمر} الحكم وَالْقَضَاء بَين الْعِبَادَة {يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} بيد الله لَا يملكهُ يَوْمئِذٍ غَيره وَلَا ينازعه أحد
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا المطففين بَين مَكَّة وَالْمَدينَة نزلت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فى مهاجرته إِلَى الْمَدِينَة فاستتمت بِالْمَدِينَةِ آياتها سِتّ وَثَلَاثُونَ وكلماتها مائَة وتسع وَسِتُّونَ وحروفها سَبْعمِائة وَثَلَاثُونَ حرفا
{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}

ثمَّ بيَّنهم فَقَالَ {الَّذين إِذَا اكتالوا عَلَى النَّاس} إِذا اشْتَروا من النَّاس وكالوا لأَنْفُسِهِمْ أَو وزنوا لأَنْفُسِهِمْ {يَسْتَوْفُونَ} يتمون الْكَيْل وَالْوَزْن جدا

{يَصْلَوْنَهَا} يدْخلُونَهَا {يَوْمَ الدّين} يَوْم الْحساب وَالْقَضَاء فِيهِ بَين الْخَلَائق

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 504
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست