responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 352
{لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} سنة حَسَنَة واقتداء صَالح بِالْجُلُوسِ مَعَه فِي الخَنْدَق {لِّمَن كَانَ يَرْجُو الله} يَرْجُو كَرَامَة الله وثوابه وَيُقَال يخَاف الله {وَالْيَوْم الآخر} وَيخَاف عَذَاب الْآخِرَة {وَذكروا الله كَثِيراً} بِاللِّسَانِ وَالْقلب

{وأورثكم} أنزلكم

{وَأَنزَلَ الَّذين ظَاهَرُوهُم} أعانوا كفار مَكَّة {مِّنْ أَهْلِ الْكتاب} وهم بَنو قُرَيْظَة وَالنضير كَعْب بن الْأَشْرَف حيى بن أَخطب وأصحابهما {مِن صَيَاصِيهِمْ} من قصورهم وحصونهم {وَقَذَفَ} وَجعل {فِي قُلُوبِهِمُ الرعب} الْخَوْف من مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه وَكَانُوا قبل ذَلِك لَا يخَافُونَ ويقاتلون {فَرِيقاً تَقْتُلُونَ} يَقُول تقتلون فريقاً مِنْهُم وهم الْمُقَاتلَة {وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً} مِنْهُم وهم الذَّرَارِي وَالنِّسَاء

{وَرَدَّ الله} صرف الله {الَّذين كَفَرُواْ} كفار مَكَّة أَبَا سُفْيَان وَأَصْحَابه {بغيظهم} بحتفهم {لَمْ يَنَالُواْ خَيْراً} لم يُصِيبُوا سُرُورًا وَلَا غنيمَة وَلَا دولة {وَكَفَى الله الْمُؤمنِينَ الْقِتَال} رفع الله مُؤنَة الْقِتَال عَن الْمُؤمنِينَ بِالرِّيحِ وَالْمَلَائِكَة {وَكَانَ الله قَوِيّاً} بنصر الْمُؤمنِينَ {عَزِيزاً} بنقمة الْكَافرين

{لِّيَجْزِيَ الله الصَّادِقين بِصِدْقِهِمْ} الوافين بوفائهم {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقين إِن شَآءَ} إِن مَاتُوا على النِّفَاق {أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} قبل الْمَوْت {إِنَّ الله كَانَ غَفُوراً} لمن تَابَ {رَّحِيماً} لمن مَاتَ على التَّوْبَة

ثمَّ ذكر نعت الْمُؤمنِينَ المخلصين فَقَالَ {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ} المخلصون {الْأَحْزَاب} كفار مَكَّة أَبَا سُفْيَان وَأَصْحَابه {قَالُواْ هَذَا مَا وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ} لعدة الْأَيَّام {وَصَدَقَ الله وَرَسُولُهُ} فِي الميعاد وَكَانَ قد وعدهم النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يأتى الْأَحْزَاب تسعا أَو عشر يَعْنِي إِلَى عشرَة أَيَّام {وَمَا زَادَهُمْ} بِرُؤْيَة الْكفَّار {إِلاَّ إِيمَاناً} يَقِينا بقول الله تَعَالَى وَبقول رَسُوله {وَتَسْلِيماً} خضوعاً لأمر الله وَأمر الرَّسُول

{يَحْسَبُونَ الْأَحْزَاب} يظنّ عبد الله بن أبي وَأَصْحَابه أَن كفار مَكَّة {لَمْ يَذْهَبُواْ} بعد مَا ذَهَبُوا من الْخَوْف والجبن وَيُقَال ظنُّوا أَن لَا يذهبوا حَتَّى يقتلُوا مُحَمَّد عَلَيْهِ السَّلَام {وَإِن يَأْتِ الْأَحْزَاب} كفار مَكَّة {يَوَدُّواْ} يتَمَنَّى عبد الله بن أبي وَأَصْحَابه {لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَاب} خارجون من الْمَدِينَة من خوفهم وجبنهم {يَسْأَلُونَ} فِي الْمَدِينَة {عَنْ أَنبَآئِكُمْ} عَن أخباركم فِي الخَنْدَق {وَلَوْ كَانُواْ فِيكُمْ} مَعكُمْ فِي الخَنْدَق {مَّا قَاتلُوا إِلاَّ قَلِيلاً} رِيَاء وَسُمْعَة

{فَإِذَا جَآءَ الْخَوْف} خوف الْعَدو {رَأَيْتَهُمْ} يَا مُحَمَّد الْمُنَافِقين فِي الخَنْدَق {يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدورُ أَعْيُنُهُمْ} تتقلب أَعينهم فِي الجفون {كَالَّذي يغشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْت} كمن هُوَ فِي غشيان الْمَوْت ونزعاته {فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْف} خوف الْعَدو {سَلَقُوكُمْ} طعنوكم وعابوكم {بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ} ذُرِّيَّة سليطة أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْر بخيلة بِالنَّفَقَةِ فِي سَبِيل الله {أُولَئِكَ} أهل هَذِه الصّفة {لَمْ يُؤْمِنُواْ} لم يصدقُوا فِي إِيمَانهم {فَأَحْبَطَ الله أَعْمَالهم} فَأبْطل الله بسيآتهم حسناتهم {وَكَانَ ذَلِكَ} إبِْطَال حسناتهم {عَلَى الله يَسِيرا} هينا

{مِّنَ الْمُؤمنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ} وفوا {مَا عَاهَدُواْ الله عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قضى نَحْبَهُ} نَذره وَيُقَال قضى أَجله وَهُوَ حَمْزَة بن عبد الْمطلب عَم النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه {وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ} الْوَفَاء إِلَى الْمَوْت {وَمَا بدلُوا} غيروا الْعَهْد {تبديلا} تغيرا بِالنَّقْضِ

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 352
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست