responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 348
{إِنَّمَا يُؤمن} يصدق {بِآيَاتِنَا} بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن {الَّذين إِذَا ذُكِّرُواْ} دعوا {بِهَا} إِلَى الصَّلَوَات الْخمس بِالْأَذَانِ وَالْإِقَامَة {خَرُّواْ سُجَّداً} أَتَوا تواضعاً {وَسَبَّحُواْ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} صلوا بِأَمْر رَبهم {وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} لَا يتعظمون عَن الْإِيمَان بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن والصلوات الْخمس فِي الْجَمَاعَة
نزلت هَذِه الْآيَة فِي شَأْن الْمُنَافِقين وَكَانُوا لَا يأْتونَ الصَّلَاة إِلَّا كسَالَى متثاقلين

ثمَّ بيَّن مستقرهما بعد الْمَوْت فَقَالَ {أَمَّا الَّذين آمنُوا} بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن {وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات} الْخيرَات فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم {فَلَهُمْ جَنَّاتُ المأوى نُزُلاً} منزلا ثَوابًا لَهُم فِي الْآخِرَة {بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} فِي الدُّنْيَا من الْخيرَات

{وَأَمَّا الَّذين فَسَقُواْ}

{أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً} مُصدقا فِي إيمَانه وَهُوَ عَليّ بن أبي طَالب {كَمَن كَانَ فَاسِقاً} منافقاً فِي إيمَانه وَهُوَ الْوَلِيد بن عقبَة بن أبي معيط {لاَّ يَسْتَوُونَ} فِي الدُّنْيَا بِالطَّاعَةِ وفى الْآخِرَة بِالصَّوَابِ والكرامة عِنْد الله وَكَانَ بَينهمَا كَلَام وتنازع حَتَّى قَالَ على بن أَبى طَالب رضى الله عَنهُ يَا فَاسق

{فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ} فَلَيْسَ تعلم أنفسهم {مَّآ أُخْفِيَ لَهُم} مَا أعد لَهُم وَمَا رفع لَهُم وَمَا ذخر لَهُم {مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ} من طيبَة النَّفس وَالثَّوَاب والكرامة فِي الْجنَّة {جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} فِي الدُّنْيَا من الْخيرَات

{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ} تتقلب جنُوبهم {عَنِ الْمضَاجِع} عَن الْفراش بعد النّوم بِاللَّيْلِ لصَلَاة التَّطَوُّع {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ} يعْبدُونَ رَبهم بالصلوات الْخمس وَيُقَال ترفع جنُوبهم من الْفراش حَتَّى يصلوا صَلَاة الْعشَاء الْأَخِيرَة وَيُقَال ترفع جنُوبهم عَن الْفراش بعد النّوم بِاللَّيْلِ لصَلَاة التَّطَوُّع {خَوْفاً} مِنْهُ وَمن عَذَابه {وَطَمَعاً} إِلَيْهِ وَإِلَى رَحمته {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ} أعطيناهم من المَال {يُنفِقُونَ} يتصدقون بِهِ

{وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا} لأعطينا {كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} تقواها {وَلَكِن حَقَّ القَوْل} وَجب القَوْل {مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجنَّة وَالنَّاس} من كفار الْجِنّ وَالْإِنْس {أَجْمَعِينَ} لَوْلَا ذَلِك لأكرمت كل نفس بالمعرفة والتوحيد

{وَلَو ترى إِذْ المجرمون} الْمُشْركُونَ {ناكسو رؤوسهم} مطأطئو رُءُوسهم {عِندَ رَبِّهِمْ} يَوْم الْقِيَامَة {رَبَّنَآ} يَقُولُونَ يَا رَبنَا {أبصرنا} علمنَا مالم نعلم {وَسَمِعْنَا} أيقنا بِمَا لم نَكُنْ بِهِ موقنين {فارجعنا} حَتَّى نؤمن بك {نَعْمَلْ صَالِحاً} خَالِصا {إِنَّا مُوقِنُونَ} مقرون بك وبكتابك وَرَسُولك وبالبعث بعد الْمَوْت

{قُلْ} لَهُم يَا مُحَمَّد {يَتَوَفَّاكُم} يقبض أرواحكم {مَّلَكُ الْمَوْت الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ} بِقَبض أرواحكم {ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} فِي الْآخِرَة

{وَقَالُوا} يعْنى أَبَا جهل وَأَصْحَابه {أئذا ضللنا} هلكنا {فِي الأَرْض} بعد الْمَوْت {أئنا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} تجدّد بعد الْمَوْت هَذَا مَا لايكون {بَلْ هُم بِلَقَآءِ رَبِّهِمْ} بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت {كافرون} جاحدون

{مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ} من نُطْفَة ضَعِيفَة من مَاء الرجل وَالْمَرْأَة

{فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمْ} تركْتُم الْإِقْرَار وَالْعَمَل {لِقَآءَ يومكم} بلقاء يومكم {هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ} تركناكم فِي النَّار {وَذُوقُواْ عَذَابَ الْخلد} الدَّائِم {بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} فِي الْكفْر

{ثُمَّ سَوَّاهُ} جمع خلقه فِي بطن أمه {وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ} جعل الرّوح فِيهِ {وَجَعَلَ لَكُمُ السّمع} خلق لكم السّمع لكَي تسمعوا بِهِ الْحق وَالْهدى {والأبصار} لكَي تبصروا بهَا الْحق وَالْهدى {والأفئدة} يَعْنِي الْقُلُوب لكَي تفقهوا بهَا الْحق وَالْهدى {قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ} شكركم بِمَا صنع إِلَيْكُم قَلِيل

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 348
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست