responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 297
{وَلِلَّهِ مُلْكُ} خَزَائِن {السَّمَاوَات} الْمَطَر {وَالْأَرْض} النَّبَات {وَإِلَى الله الْمصير} الْمرجع بعد الْمَوْت

ثمَّ ذكر قَول المخلصين فَقَالَ {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤمنِينَ} المخلصين كَقَوْل عُثْمَان حَيْثُ قَالَ لعَلي بل أجيء مَعَك إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمَا قضى بَيْننَا رضيت بِهِ فمدحه الله بذلك وَقَالَ إِنَّمَا كَانَ قَول الْمُؤمنِينَ المخلصين وَإِذَا دعوا إِلَى الله {إِلَى كتاب الله}

{أَفِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ} شكّ ونفاق {أَمِ ارْتَابُوا} بل شكوا بِاللَّه وبرسوله {أَمْ يَخَافُونَ} أيخافون {أَن يَحِيفَ الله} يجور الله {عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ} فِي الحكم {بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} الضارون لأَنْفُسِهِمْ وَكَانُوا منافقين فِي إِيمَانهم

{وَإِن يَكُنْ لَّهُمُ} لقوم عُثْمَان {الْحق} الْقَضَاء {يَأْتُوا إِلَيْهِ} إِلَى النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {مُذْعِنِينَ} مُسْرِعين طائعين

{وَإِذَا دعوا إِلَى الله} إِلَى كتاب الله {وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ} الرَّسُول {بَيْنَهُمْ} بِكِتَاب الله بِحكم الله {إِذَا فَرِيقٌ} طَائِفَة {مِّنْهُمْ مُّعْرِضُونَ} عَن كتاب الله وَحكم الرَّسُول

ثمَّ نزل فِي شَأْن قوم عُثْمَان بن عَفَّان حِين قَالُوا لعُثْمَان لَا تذْهب مَعَ على للْقَضَاء عِنْد النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي خُصُومَة فِي قِطْعَة أَرض كَانَت بَينهمَا لِأَنَّهُ يمِيل إِلَيْهِ فذمهم الله بذلك وَقَالَ {وَيِقُولُونَ} قوم عُثْمَان بن عَفَّان {آمَنَّا بِاللَّه وبالرسول} صدقنا بإيماننا بِاللَّه وبالرسول {وَأَطَعْنَا} مَا أمرنَا بِهِ {ثُمَّ يتَوَلَّى فَرِيقٌ} طَائِفَة {مِّنْهُمْ} من قوم عُثْمَان {مِّن بَعْدِ ذَلِك} من بعد مَا قَالُوا هَذِه الْكَلِمَة عَن حكم الله {وَمَآ أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} بالمصدقين فِي إِيمَانهم

{لَّقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ} يَقُول أنزلنَا جِبْرِيل بآيَات مبينات بِالْأَمر وَالنَّهْي {وَالله يَهْدِي} يرشد إِلَى دينه {مَن يَشَآءُ} وَيكرم من كَانَ أَهلا لذَلِك {إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} دين قَائِم يرضاه وَهُوَ الْإِسْلَام

{وَالله خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٍ} على وَجه الأَرْض {مِّن مَّآءٍ} من مَاء الذّكر وَالْأُنْثَى {فَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي على بَطْنِهِ} الْحَيَّة وأشباهها {وَمِنهُمْ مَّن يَمْشِي على أَرْبَعٍ} الدَّوَابّ {يَخْلُقُ الله مَا يَشَآءُ} كَمَا يَشَاء {إِنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} من الْخلق وَغَيره

{أَلَمْ تَرَ} ألم تخبر فِي الْقُرْآن يَا مُحَمَّد {أَنَّ الله يُزْجِي} يَسُوق {سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ} يضم بَين السَّحَاب {ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً} بعضه على بعض يَقُول يَجعله ركاماً ثمَّ يؤلفه مقدم ومؤخر {فَتَرَى الودق} الْمَطَر {يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ} ينزل من خلال السَّحَاب {وَيُنَزِّلُ مِنَ السمآء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ} يَقُول ينزل من جبال فِي السَّمَاء بردا {فَيُصِيبُ بِهِ} فيعذب الله بالبرد {مَن يَشَآءُ} من كَانَ أَهلا لذَلِك {وَيَصْرِفُهُ} يصرف عَذَابه {عَن مَّن يَشَآءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ} ضوء برق السَّحَاب {يَذْهَبُ بالأبصار} من شدَّة نوره

{أَلَمْ تَرَ} ألم تخبر فِي الْقُرْآن يَا مُحَمَّد {أَنَّ الله يُسَبِّحُ لَهُ} يُصَلِّي لله {مَن فِي السَّمَاوَات} من الْمَلَائِكَة {وَالْأَرْض} من الْمُؤمنِينَ {وَالطير} ويسبح الطير {صَآفَّاتٍ} مفتوحات الأجنحة {كُلٌّ} كل وَاحِد مِنْهُم {قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ} من يُصَلِّي لَهُ {وَتَسْبِيحَهُ} من يسبح لَهُ وَيُقَال قد علم الله صَلَاة من يُصَلِّي وتسبيح من يسبح {وَالله عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} من الْخَيْر وَالشَّر

فِي قلبه كظلمة الْبَحْر وَمثل قلبه كالبحر اللجي وَمثل صَدره كالموج الهائل وَمثل أَعماله كسحاب لَا ينْتَفع بِهِ لقَوْل الله ختم الله طبع الله على قُلُوبهم وعَلى سمعهم وعَلى أَبْصَارهم فَهَذِهِ {ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَآ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} من شدَّة الظلمَة فَكَذَلِك الْكَافِر لَا يبصر الْحق وَالْهدى من شدَّة ظلمَة قلبه {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ الله لَهُ نُوراً} معرفَة فِي الدُّنْيَا {فَمَا لَهُ مِن نُورٍ} من معرفَة فِي الْآخِرَة وَيُقَال وَمن لم يُكرمهُ الله بِالْإِيمَان فِي الدُّنْيَا فَمَا لَهُ من إِيمَان فِي الْآخِرَة

{يُقَلِّبُ الله اللَّيْل وَالنَّهَار} يذهب بِاللَّيْلِ وَيَجِيء بِالنَّهَارِ وَيذْهب بِالنَّهَارِ وَيَجِيء بِاللَّيْلِ فَهَذَا تقليبهما {إِنَّ فِي ذَلِك} فِيمَا ذكرت من تقليب اللَّيْل وَالنَّهَار وَغير ذَلِك {لَعِبْرَةً} لعلامة {لأُوْلِي الْأَبْصَار} فِي الدّين وَيُقَال فِي الْعين

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 297
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست