responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 298
{لاَ تَحْسَبَنَّ} يَا مُحَمَّد {الَّذين كَفَرُواْ} كفار مَكَّة {مُعْجِزِينَ فِي الأَرْض} فائتين فِي الأَرْض من عَذَاب الله {وَمَأْوَاهُمُ} مصيرهم {النَّار} فِي الْآخِرَة {وَلَبِئْسَ الْمصير} صَارُوا إِلَيْهِ مَعَ الشَّيَاطِين نزلت هَذِه الْآيَة فِي أبي جهل وَأَصْحَابه

ثمَّ نزل حِين قَالَ عمر رضى الله عَنهُ وددت أَن الله نهى أبناءنا وَخَدَمنَا أَن لَا يدخلُوا علينا فِي العورات الثَّلَاث إِلَّا بِإِذن فَقَالَ {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا} بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن {لِيَسْتَأْذِنَكُمُ} فِي الدُّخُول عَلَيْكُم {الَّذين مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} العبيد الصغار {وَالَّذين لَمْ يَبْلَغُوا الْحلم} الأحلام {مِنْكُمْ} من أحراركم {ثَلاثَ مَرَّاتٍ} فِي ثَلَاث سَاعَات {من قبل صَلَاة الْفجْر} من ينفجر الصُّبْح إِلَى حِين تصلى صَلَاة الْفجْر {وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِّنَ الظهيرة} عِنْد القيلولة إِلَى أَن تصلى صَلَاة الظّهْر {وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعشَاء} الْأَخِيرَة إِلَى حِين طُلُوع الْفجْر {ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ} ثَلَاث خلوات {لكُم} ثمَّ رخصهم بعد ذَلِك فِي الدُّخُول عَلَيْهِم بِغَيْر إِذن فَقَالَ {لَيْسَ عَلَيْكُمْ} على أَرْبَاب الْبيُوت {وَلاَ عَلَيْهِمْ} على الْأَبْنَاء والخدام الصغار دون الْكِبَار {جُنَاحٌ} حرج {بَعْدَهُنَّ} بعد هَذِه الثَّلَاث العورات {طَوَّافُونَ عَلَيكُمْ} للْخدمَة {بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ} يدْخل بَعْضكُم على بعض بِغَيْر إِذن وَأما الْكِبَار من العبيد وَالْأَبْنَاء فَيَنْبَغِي لَهُم أَن يستأذنوا بِالدُّخُولِ على آبَائِهِم ومماليكهم فِي كل حِين {كَذَلِك} هَكَذَا {يبين الله لكم الْآيَات} الْأَمر وَالنَّهْي كَمَا بيّن الله هَذَا {وَاللهُ عَلِيمٌ} أعلم بصلاحكم {حَكِيمٌ} حكم عَلَيْكُم بالاستئذان للصبيان الصغار فِي العورات

{وَعَدَ الله الَّذين آمَنُواْ مِنْكُمْ} يَا أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات} فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْض} بَعضهم على أثر بعض {كَمَا اسْتخْلف الَّذين مِن قَبْلِهِمْ} من بني إِسْرَائِيل يُوشَع بن نون وكالب بن يوقنا وَيُقَال لننزلنهم أَرض مَكَّة كَمَا أنزلنَا الَّذين من قبلهم من بني إِسْرَائِيل أَرضهم بَعْدَمَا أهلك عدوهم {وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ} لَيظْهرَن لَهُم {دِينَهُمُ الَّذِي ارتضى لَهُمْ} رَضِي وَاخْتَارَ لَهُم {وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ} بِمَكَّة {مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ} من الْعَدو {أَمْناً} بعد هَلَاك عدوهم {يَعْبُدُونَنِي} لكَي يعبدوني بِمَكَّة {لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً} من الْأَوْثَان {وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِك} التَّمْكِين والتبديل {فَأُولَئِك هُمُ الْفَاسِقُونَ} العاصون

{وَأَقِيمُواْ الصَّلَاة} أَتموا الصَّلَوَات الْخمس {وَآتُواْ الزَّكَاة} أعْطوا زَكَاة أَمْوَالكُم {وَأَطِيعُواْ الرَّسُول} فِي الحكم {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} لكَي ترحموا فَلَا تعذبوا

{وَأَقْسَمُواْ بِاللَّه جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} حلف بِاللَّه عُثْمَان جهد يَمِينه {لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ} من مَاله كُله {قُل} لَهُم يَا مُحَمَّد {لاَّ تُقْسِمُواْ} لَا تحلفُوا {طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ} هِيَ طَاعَة مَعْرُوفَة حَسَنَة أَن فَعلْتُمْ وَلَكِن طيعوا طَاعَة مَعْرُوفَة مَعْلُومَة الَّتِي أوجبت عَلَيْكُم {إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} من الْخَيْر وَالشَّر

وَنزل فِي عُثْمَان أَيْضا لقَوْله وَالله لَئِن شِئْت يَا رَسُول الله لأخْرجَن من مَالِي كُله فَقَالَ الله {وَمَن يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ} فِي الحكم {وَيَخْشَ الله} فِيمَا مضى {وَيَتَّقْهِ} فِيمَا بَقِي {فَأُولَئِك هُمُ الفآئزون} فازوا بِالْجنَّةِ ونجوا من النَّار

{وَرَسُولِهِ} وَسنة رَسُوله {لِيَحْكُمَ} الرَّسُول {بَيْنَهُمْ} بِكِتَاب الله بِحكم الله {أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا} أجبنا {وَأَطَعْنَا} مَا أمرنَا {وَأُولَئِكَ هُمُ المفلحون} الناجون من السخط وَالْعَذَاب يَعْنِي عُثْمَان بن عَفَّان

ثمَّ ذكر الْكِبَار دون الصغار فَقَالَ {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَال مِنكُمُ} من أحراركم وعبيدكم

{قُلْ} يَا مُحَمَّد لقوم عُثْمَان {أَطِيعُواْ الله} فِي الْفَرَائِض {وَأَطِيعُواْ الرَّسُول} فِي السّنَن وَالْحكم {فَإِن تَوَلَّوْاْ} أَعرضُوا عَن طاعتهما {فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ} مَا أَمر من التَّبْلِيغ {وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمِّلْتُمْ} مَا أمرْتُم من الْإِجَابَة {وَإِن تُطِيعُوهُ} تطيعوا الله فِيمَا أَمركُم {تَهْتَدُواْ} من الضَّلَالَة {وَمَا عَلَى الرَّسُول إِلاَّ الْبَلَاغ الْمُبين} عَن الله

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 298
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست