responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 231
{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ} يَا مُحَمَّد {لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ} من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة {من بعد مَا فُتِنُواْ} عذبُوا عذبهم أهل مَكَّة عمار بن يَاسر وَأَصْحَابه {ثُمَّ جَاهَدُواْ} الْعَدو فِي سَبِيل الله {وصبروا} مَعَ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على المرازي {إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا} من بعد الْهِجْرَة {لَغَفُورٌ} متجاوز {رَّحِيمٌ} بهم

{فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ الله} من الْحَرْث والأنعام وَالنَّعِيم {حَلالاً طَيِّباً واشكروا} واذْكُرُوا {نِعْمَةَ الله إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} إِن كُنْتُم إِيَّاه تُرِيدُونَ عبَادَة الله بِتَحْرِيم الْحَرْث والأنعام فاستحلوا فَإِن عبَادَة الله فِي تَحْلِيله

{وَلَقَد جَاءَهُم رَسُول} مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {مِّنْهُمْ} من نسبهم عَرَبِيّ قرشي مثلهم {فَكَذَّبُوهُ} مِمَّا جَاءَهُم بِهِ {فَأَخَذَهُمُ الْعَذَاب} عَذَاب الله بِالْجُوعِ وَالْقَتْل والسبي {وَهُمْ ظَالِمُونَ} كافرون

{وَضَرَبَ الله مَثَلاً قَرْيَةً} بَين الله تَعَالَى صفة أهل مَكَّة أبي جهل والوليد وأصحابهما {كَانَتْ آمِنَةً} كَانَ أَهلهَا آمِنين من الْعَدو والقتال والجوع والسبي {مُّطْمَئِنَّةً} مُقيما أَهلهَا {يَأْتِيهَا رِزْقُهَا} يحمل إِلَيْهَا من الثمرات {رَغَداً} موسعاً {من كل مَكَان} نَاحيَة أَرض يحمل إِلَيْهَا {فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ الله} فَكفر أَهلهَا بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن {فَأَذَاقَهَا الله لِبَاسَ الْجُوع وَالْخَوْف} فعاقب الله أَهلهَا بِالْجُوعِ سبع سِنِين وَالْخَوْف من خوف حَرْب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه {بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} يَقُولُونَ ويعملون بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْجفَاء

{يَوْمَ تَأْتِي} وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة {كُلُّ نَفْسٍ} برة أَو فاجرة {تُجَادِلُ} تخاصم {عَن نَّفْسِهَا} لقبل نَفسهَا وَيُقَال مَعَ شيطانها وَيُقَال مَعَ روحها {وَتوفى} توفر {كُلُّ نَفْسٍ} برة أَو فاجرة {مَا عملت} بِمَا عملت من خير أَو شَرّ {وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} لَا ينقص من حسناتهم وَلَا يُزَاد على سيئاتهم

{أُولَئِكَ الَّذين طَبَعَ الله} ختم الله {على قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الغافلون} عَن أَمر الْآخِرَة تاركون لَهَا وَيُقَال غافلون عَن التَّوْحِيد جاحدون بِهِ

{بِأَنَّهُمُ استحبوا الْحَيَاة} اخْتَارُوا {الدُّنْيَا على الْآخِرَة} وَالْكفْر على الْإِيمَان {وَأَنَّ الله لاَ يَهْدِي} لدينِهِ وَلَا يُنجي من عَذَابه {الْقَوْم الْكَافرين} من لم يكن أَهلا لذَلِك

{مَن كَفَرَ بِاللَّه مِن بَعْدِ إيمَانِهِ} بِاللَّه فَعَلَيهِ غضب من الله {إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ} إِلَّا من أجبر على الْكفْر {وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَان} مُعْتَقد على الْإِيمَان نزلت هَذِه الْآيَة فِي عمار بن يَاسر {وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً} تكلم بالْكفْر طَائِعا {فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ الله} سخط من الله {وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم} شَدِيد مِمَّا يكون فِي الدُّنْيَا نزلت هَذِه الْآيَة فِي عبد الله بن سعد بن أبي سرح {ذَلِك} الْعَذَاب

وجيع

{إِنَّمَا يَفْتَرِي} يختلق {الْكَذِب} على الله {الَّذين لَا يُؤمنُونَ بآيَات الله} بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن {وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} على الله

{لاَ جَرَمَ} حَقًا يَا مُحَمَّد {أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَة هُمُ الخاسرون} المغبونون نزلت فِي الْمُسْتَهْزِئِينَ

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 231
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست