فَقَالَ لَهُم {فَسِيحُواْ فِي الأَرْض} فامضوا فِي الأَرْض من يَوْم النَّحْر {أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} آمِنين من الْقَتْل بالعهد {وَاعْلَمُوا} يَا معشر الْكفَّار {أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي الله} غير فائتين من عَذَاب الله بِالْقَتْلِ بعد أَرْبَعَة أشهر {وَأَنَّ الله مُخْزِي الْكَافرين} معذب الْكَافرين بعد أَرْبَعَة أشهر بِالْقَتْلِ
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {بَرَآءَةٌ} هَذِه بَرَاءَة {مِّنَ الله وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذين عَاهَدْتُمْ مِّنَ الْمُشْركين} ثمَّ نقضوا والبراءة هِيَ نقض الْعَهْد يَقُول من كَانَ بَينه وَبَين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عهد فقد نقضه مِنْهُم فَمنهمْ من كَانَ عَهده أَرْبَعَة أشهر وَمِنْهُم من كَانَ عَهده فَوق أَرْبَعَة أشهر وَمِنْهُم من كَانَ عَهده دون أَرْبَعَة أشهر وَمِنْهُم من كَانَ عَهده تِسْعَة أشهر وَمِنْهُم من لم يكن بَينه وَبَين رَسُول الله عهد فنقضوا كلهم إِلَّا من كَانَ عَهده تِسْعَة أشهر وهم بَنو كنَانَة فَمن كَانَ عَهده فَوق أَرْبَعَة أشهر وَدون أَرْبَعَة أشهر جعل عَهده أَرْبَعَة أشهر بعد النَّقْض من يَوْم النَّحْر وَمن كَانَ عَهده أَرْبَعَة أشهر جعل عَهده بعد النَّقْض أَرْبَعَة أشهر من يَوْم النَّحْر وَمن كَانَ عَهده تِسْعَة أشهر ترك على ذَلِك وَمن لم يكن لَهُ عهد جعل عَهده خمسين يَوْمًا من يَوْم النَّحْر إِلَى خُرُوج الْمحرم
{فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهر الْحرم} فَإِذا خرج شهر الْمحرم من بعد يَوْم النَّحْر {فَاقْتُلُوا الْمُشْركين} من كَانَ عَهدهم خمسين يَوْمًا {حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ} فِي الْحل وَالْحرم وَالْأَشْهر الْحرم {وَخُذُوهُمْ} اؤسروهم {واحصروهم} احبسوهم عَن الْمبيت {واقعدوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} على كل طَرِيق يذهبون ويجيئون فِيهِ للتِّجَارَة {فَإِن تَابُواْ} من الشّرك وآمنوا بِاللَّه {وَأَقَامُواْ الصَّلَاة} أقرُّوا بالصلوات الْخمس {وَآتَوُاْ الزَّكَاة} أقرُّوا بأَدَاء الزَّكَاة {فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ} إِلَى الْبَيْت {إِنَّ الله غَفُورٌ} متجاوز لمن تَابَ مِنْهُم {رَّحِيمٌ} لمن مَاتَ على التَّوْبَة
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين الجزء : 1 صفحة : 153