responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 117
{وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ} إِلَى الْمُسْتَهْزِئِينَ {الْمَلَائِكَة} كَمَا طلبُوا فَشَهِدُوا على مَا أَنْكَرُوا {وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى} من الْقُبُور كَمَا طلبُوا بِأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله وَالْقُرْآن كَلَام الله {وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ} من الطُّيُور وَالدَّوَاب {قُبُلاً} معانة وَإِن قَرَأت قبلا يَقُول قَبيلَة قَبيلَة وَإِن قَرَأت قبيلاً يَقُول كَفِيلا على مَا تَقول انه الْحق وَيشْهدُونَ على مَا أَنْكَرُوا {مَّا كَانُواْ ليؤمنوا} بِمُحَمد وَالْقُرْآن {إِلاَّ أَن يَشَآءَ الله} أَن يُؤمنُوا {وَلَكِن أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} أَنه الْحق من الله

{أَفَغَيْرَ الله أَبْتَغِي حَكَماً} أعبد رَبًّا {وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ} إِلَى نَبِيكُم {الْكتاب} جِبْرِيل بِالْقُرْآنِ {مُفَصَّلاً} مُبينًا بالحلال وَالْحرَام وَيُقَال مُتَفَرقًا آيَة وآيتين {وَالَّذين آتَيْنَاهُمُ الْكتاب} أعطيناهم علم التَّوْرَاة يَعْنِي عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه {يَعْلَمُونَ} يستيقنون فِي كِتَابهمْ {أَنَّهُ} يَعْنِي الْقُرْآن {مُنَزَّلٌ} أنزل {مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ} بِالْأَمر وَالنَّهْي وَيُقَال إِنَّه يَعْنِي جِبْرِيل منزل من رَبك بِالْحَقِّ بِالْقُرْآنِ {فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الممترين} من الشاكين أَنهم لَا يعلمُونَ ذَلِك

{ولتصغى إِلَيْهِ} لكَي تميل إِلَى هَذَا الزخرف والغرور {أَفْئِدَةُ} قُلُوب {الَّذين لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَة} بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت {وَلِيَرْضَوْهُ} وليقبلوا من الشَّيَاطِين الزِّينَة والغرور {وَلِيَقْتَرِفُواْ} ليكتسبوا {مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ} مكتسبون من الْإِثْم قل يَا مُحَمَّد لَهُم

{وَكَذَلِكَ} كَمَا جعلنَا أَبَا جهل والْمُسْتَهْزِئِين عدوا لَك هَكَذَا {جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً} فرعوناً {شَيَاطِينَ الْإِنْس وَالْجِنّ} يَقُول جعلنَا شياطين الْجِنّ وَالْإِنْس {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ} يملي بَعضهم على بعض {زُخْرُفَ القَوْل} تَزْيِين القَوْل {غُرُوراً} لكَي يغروا بِهِ بني آدم {وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ} يَعْنِي التزيين والغرور {فَذَرْهُمْ} اتركهم يَا مُحَمَّد الْمُسْتَهْزِئِينَ وأصحابهم {وَمَا يَفْتَرُونَ} من تَزْيِين القَوْل والغرور

{وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ} قُلُوبهم {وَأَبْصَارَهُمْ} عِنْد نزُول الْآيَة حَتَّى لَا يُؤمنُوا بهَا {كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ} بِمَا أخْبرهُم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْآيَة {أَوَّلَ مَرَّةٍ} قبل هَذَا {وَنَذَرُهُمْ} نتركهم {فِي طُغْيَانِهِمْ} كفرهم وضلالتهم {يَعْمَهُونَ} عمهة لَا يبصرون

{وَأَقْسَمُواْ بِاللَّه جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} شدَّة أَيْمَانهم إِذا حلف الرجل بِاللَّه فقد حلف جهد يَمِينه {لَئِن جَآءَتْهُمْ آيَةٌ} كَمَا طلبُوا {لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا} بِالْآيَةِ {قُلْ} يَا مُحَمَّد للمستهزئين وأصحابهم {إِنَّمَا الْآيَات عِندَ الله} تَجِيء الْآيَات من عِنْد الله {وَمَا يُشْعِرُكُمْ} يدريكم أَيهَا الْمُؤْمِنُونَ {أَنَّهَآ إِذَا جَآءَتْ} يَعْنِي الْآيَة {لاَ يُؤْمِنُونَ} وَالله إِنَّهُم لَا يُؤمنُونَ بِالْآيَةِ

{وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذين يَدْعُونَ} يعْبدُونَ {مِن دُونِ الله فَيَسُبُّواْ الله عَدْواً} اعتداء {بِغَيْرِ عِلْمٍ} بِلَا علم وَلَا حجَّة وَهَذَا بعد مَا قَالَ لَهُم إِنَّكُم وَمَا تَعْبدُونَ من دون الله حصب جَهَنَّم ثمَّ نسخته آيَة الْقِتَال {كَذَلِكَ} كَمَا زينا دينهم وعملهم إِلَيْهِم {زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ} لكل أهل دين {عَمَلَهُمْ} وَدينهمْ {ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَّرْجِعُهُمْ} بعد الْمَوْت {فَيُنَبِّئُهُمْ} يُخْبِرهُمْ {بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} فِي دينهم

{وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْركين} يَعْنِي الْمُسْتَهْزِئِينَ مِنْهُم الْوَلِيد بن الْمُغيرَة المَخْزُومِي وَالْعَاص بن وَائِل السَّهْمِي وَالْأسود بن عبد يَغُوث الزُّهْرِيّ وَالْأسود بن الْحَارِث ابْن عبد الْمطلب والْحَارث بن قيس بن حَنْظَلَة

{وتمت كلمة رَبِّكَ} بِالْقُرْآنِ بِالْأَمر وَالنَّهْي {صِدْقاً} فِي قَوْله {وَعَدْلاً} مِنْهُ {لاَّ مُبَدِّلِ} لَا مغير {لِكَلِمَاتِهِ} الْقُرْآن وَيُقَال وتمت وَجَبت كلمة رَبك بالنصرة لأوليائه صِدْقاً فِي قَوْله وَعَدْلاً فِيمَا يكون لاَّ مُبَدِّلِ لَا مغير لِكَلِمَاتِهِ بالنصرة لأوليائه وَيُقَال تمت كلمة رَبك ظهر دين

{وَلَوْ شَآءَ الله} أَن لَا يشركوا {مَآ أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً} تحفظهم {وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ} بكفيل

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست