responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التفسير البياني للقرآن الكريم المؤلف : بنت الشاطئ، عائشة    الجزء : 1  صفحة : 36
بثلاث سنوات وأربع، وسورة الضحى من أوائل الوحي، نزلت بمكة قبل الهجرة بسنين. والذي يعطيه ظاهر النص، أن فتور الوحي ظاهرة طبيعية، شأنها شأن سجو الليل بعد إشراق الضحى. وهذا يغنينا عن تقديم أسباب والتماس علل للإبطاء في الوحي، لم يتعلق القرآن بذكرها.
كذلك لا نرى وجهاً للوقوف عندما ذكر مفسرون في تحديد مدة الإبطاء، باثنى عشر يوماً، أو خمسة عشر، أو خمسة وعشرين، أو أربعين، إذ يغنينا عن مثل هذا، سكوت القرآن عن تحديد فترة الوحي باليوم أو بالشهر، ولو كان البيان القرآني يرى حاجة إلى هذا التحديد، ليزيد في اليقين النفسي، لما أمسك عن ذلك التحديد؛ لأن مقتضى البيان أن يستوفى كل ما يدعو إليه المقاك مما يتصل بغايته، فإذا أمسك هنا عن ذكر سبب الإبطاء وتحديد مدته، فلأن الذي يعنيه هو جوهر الموقف لا تفصيلاته الجزئية، فسواء أكان السبب هو ما ذكره المفسرون ام غيره، وسواء أكانت فترة إبطاء الوحي أثنى عشر يوماً أم أربعين، وسواء أقال قائل - منْ كان - ودع محمداً ربه وقلاه، أم أنه - صلى الله عليه وسلم - شعر بالاستيحاش لفتور الوحي. فالمهم هنا هو جوهر الموقف، ولا شيء من جزئياته بذي جدوى على المعنى.
* * *
{وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} .
الآخرة تأتي غالباً، مقابل الدنيا. والمعنى الأول في المادة هو التأخير، كما ان المعنى في الدنيا هوالدنو. فإذا اقترنت الآخرة بالدار، أو باليوم، غلب أنها اليوم الآخر، أما إذا أطلقت، فهي ذات دلالة أعم، يدخل فيها: النهاية، والمصير، والعقبي، سواء في هذه الحياة، أو فيما بعدها.
وفي آية الضحى، يرجع أن الآخرة هي الغد المرجو، مجيئها مع {لَكَ} خاصة بمحمد - صلى الله عليه وسلم -. وقد أكد الله بهذا الخير الموعود، نفى التوديع والقلى، ليذهب عن رسوله أثر فتور الوحي. والصلة بين هذه الآية والآيات

اسم الکتاب : التفسير البياني للقرآن الكريم المؤلف : بنت الشاطئ، عائشة    الجزء : 1  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست