ورسوله" [1]، ويقول: "يا أيها الناس قولوا بقولكم ولا تسجرينكم الشياطين أنا محمد بن عبد الله، أنا عبد الله ورسوله، وما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلنيها الله" [2].
فالأنبياء والمرسلون بشر يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق، ويتزوجون النساء، ولكثير منهم بنون، وحفدة، وليسوا بآلهة ولا أبناء إله، كما ضل النصارى في عيسى عليه السلام.
يقول الحق تبارك وتعالى مقررًا هذه الحقيقة: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [3]، {قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [4]، {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا} [5]، {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً} [6]، {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ} [7].
وبعد: فهذه منزلة الرسل والأنبياء عند هذه الأمة، لاإفراط ولا تفريط ولا غلو ولا تقصير؛ فهم عندها عبيد لا يعبدون، ورسل لا يكذبون، بل يطاعون ويتبعون. [1] خ: كتاب أحاديث الأنبياء، باب قوله الله: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا} 6/ 478، ح 3245. [2] النسائي: عمل اليوم والليلة ص 249، ح 248 "بتحقيق د. فاروق حماده، ط. الثانية 1406،نشر: مؤسسة الرسالة". [3] سورة الكهف آية 110. [4] سورة إبراهيم آية 11. [5] سورة الإسراء آية 93. [6] سورة الرعد آية 38. [7] سورة الفرقان آية 20.