responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وسطية أهل السنة بين الفرق المؤلف : محمد با كريم محمد با عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 281
رضي الله عنه في غزوة أحد[1].
ولم يخذلوه قط أو يتخلفوا عن نصره والقتال بين يديه، حتى قال قائلهم يوم بدر وهو المقداد بن عمرو[2]: "يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك؛ والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [3]، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فهو الذي بعثك بالحق؛ لو سرت بنا إلى برك الغماد[4] لجالدنا معك من دونه حتى نبلغه"[5].
يروي الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه هذا الموقف العظيم من المقداد رضي الله عنه مشيدًا به متمنيًا أن يكون هو صاحبه؛ فيقول: "شهدت من المقداد بن الأسود مشهدًا؛ لأن ِأكون صاحبه أحب إلي مما عدل به[6]: أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين فقال: لا نقول كما قال قوم

[1] انظر: ابن هشام، السيرة 2/ 82، "ط. الثانية 1375 هـ، بتحقيق مصطفى السقا وزملائه.
[2] هو المقداد بن عمرو الكندي، شهد بدرًا والمشاهد بعدها، وكان فارسًا يوم بدر مات سنة ثلاث وثلاثين في خلافة عثمان رضي الله عنه، قيل: وهو ابن سبعين. ابن حجر، الإصابة 3/ 454.
[3] سورة المائدة آية 24.
[4] برك الغماد "بكسر الغين المعجمة": وهو موضع وراء مكة بخمس ليال مما يلي البحر، وقيل: بلد باليمن، موضع في أقاصي أرض هجر، وقيل: أقصى حجر باليمن. الحموي، معجم البلدان 1/ 399- 400 "ط. دار صادر 1404 هـ".
وقد جاء في بعض الروايات: "لئن سرت حتى تأتي برك الغماد من ذي يمن لنسير معك". انظر: ابن حجر، الفتح 7/ 288.
[5] ابن هشام، السيرة 1/ 615.
[6] عدل به "بضم المهملة وكسر الدال"؛ أي: وزن؛ أي: من كل شيء يقابل ذلك من الدنيويات، وقيل: من الثواب. قال ابن حجر: والمراد المبالغة في عظمة ذلك المشهد. انظر: فتح الباري 1/ 287.
اسم الکتاب : وسطية أهل السنة بين الفرق المؤلف : محمد با كريم محمد با عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 281
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست