اسم الکتاب : نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله عز وجل من التوحيد المؤلف : الدارمي، أبو سعيد الجزء : 1 صفحة : 66
بِنَفْسِك وبالمختلفين مَعَك، إِلَى أَسْمَائِهِ الَّتِي سَمَّاهُ الله بهَا تكن من المهتدين، وَلَا تسم الْقُرْآن باسم من عنْدك فَتكون من الضَّالّين، جعلنَا الله وَإِيَّاك من الَّذين يخشونه بِالْغَيْبِ وهم من السَّاعَة مشفقون[1].
وَعَن حَامِد بن يحيى الْبَلْخِي قَالَ: لِسُفْيَان بن عُيَيْنَة: إِن بشرا يَقُول: إِن الله لَا يرى يَوْم الْقيمَة، فَقَالَ: قَاتله الله، دويبة، ألم يسمع الله يَقُول: {كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15] ، فَجعل احتجابه عَنْهُم عُقُوبَة لَهُم فَإِذا احتجب عَن الْأَوْلِيَاء والأعداء، فَأَي فضل للأولياء على الْأَعْدَاء[2].
وَعَن عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل، قَالَ: أخْبرت عَن بشر بن الْوَلِيد، قَالَ: كنت جَالِسا عِنْد أبي يُوسُف القَاضِي فَدخل عَلَيْهِ بشر المريسي، فَقَالَ أَبُو يُوسُف حَدثنَا إِسْمَاعِيل، عَن قيس، عَن جرير، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم، فَذكر حَدِيث الرُّؤْيَا، ثمَّ قَالَ أَبُو يُوسُف: إِنِّي وَالله أُؤْمِن بِهَذَا الحَدِيث وَأَصْحَابك يكفرون بِهِ وَكَأَنِّي بك قد شغلتك عَن النَّاس خَشَبَة بَاب الجسر[3].
وَلَكِن هَيْهَات هَيْهَات فقد أمكنت الشُّبْهَة من نَفسه، وَاسْتولى الْهوى على قلبه فَلم يعد للنصيحة أثر فِي رده وَلَا للموعظة دور فِي إقناعه.
وَلما شاع أمره واشتهر خَبره أَسَاءَ الْعلمَاء قَوْلهم فِيهِ، وكفره أَكْثَرهم من أجل مقَالَته وحرضوا على قَتله. وَلست هُنَا بصدد الحَدِيث عَن كل مَا [1] تَارِيخ بَغْدَاد "7/ 62". [2] تَارِيخ بَغْدَاد "7/ 65". [3] السّنة لعبد الله بن الإِمَام أَحْمد ص"32"، تَارِيخ بَغْدَاد "7/ 61-62".
اسم الکتاب : نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله عز وجل من التوحيد المؤلف : الدارمي، أبو سعيد الجزء : 1 صفحة : 66