responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله عز وجل من التوحيد المؤلف : الدارمي، أبو سعيد    الجزء : 1  صفحة : 531
ذَلِكَ فِي الْإِسْلَامِ الْقَتْلَ صَبْرًا[1]، حَتَّى كَانُوا يُسَمُّونَهُمْ بِذَلِكَ الزَّنَادِقَةَ2

[1] أَي يحبس حَتَّى يَمُوت، قَالَ الفيروزآبادي فِي الْقَامُوس الْمُحِيط 2/ 66 مَادَّة "صبره": "صبره عَنهُ يصبره حَبسه، وصبر الْإِنْسَان وَغَيره على الْقَتْل أَن يحبس ويرمى حَتَّى يَمُوت، وَقد قَتله صبرا وَصَبره عَلَيْهِ وَرجل صبورة مصبور للْقَتْل.........".
2 وَهَذَا من جملَة مَا أطلقهُ عُلَمَاء السّلف على الْجَهْمِية والمعتزلة الَّذين يَقُولُونَ بِأَن الْقُرْآن مَخْلُوق.
قلت: وبالرجوع إِلَى المعاجم اللُّغَوِيَّة نجد أَن الزَّنَادِقَة جمع زنديق والمصدر مِنْهُ "زندقة" قَالَ الْجَوْهَرِي فِي الصِّحَاح: "الزنديق من الثنوية وَهُوَ مُعرب وَالْجمع بِبَقَاء الدَّهْر. فَارسي مُعرب وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ "زند كراي" يَقُول بدوام بَقَاء الدَّهْر زندق وزندقي‘ إِذا كَانَ شَدِيد الْبُخْل، فَإِذا أَرَادَت الْعَرَب معنى مَا تَقوله الْعَامَّة قَالُوا: ملحد ودهري".
ويحدد المَسْعُودِيّ ظُهُور هَذِه الْكَلِمَة بِعَهْد "ماني" وَإِلَيْهِ أضيف الزَّنَادِقَة وَذَلِكَ أَن الْفرس أَتَاهُم "زرادشت" بِكِتَاب يُسمى "البستاه" وَعمل لَهُ تَفْسِيرا أسماه "الزند" وَعمل لهَذَا التَّفْسِير شرحًا سَمَّاهُ "البازند" فَكل من عدل عَن "البستاه" إِلَى "الزند" وَشَرحه "البازند" قَالُوا عَنهُ: "زندي"؛ لِأَنَّهُ مؤل ومنحرف عَن الظَّاهِر من الْمنزل، فَلَمَّا أَن جَاءَت الْعَرَب أخذت هَذَا الْمَعْنى عَن الْفرس وَقَالُوا: زنديق، والثنوية هم الزَّنَادِقَة.
وَعند التَّأَمُّل لمن أطلق عَلَيْهِم وصف "الزندقة" نجد اخْتِلَافا ظَاهرا، فَمنهمْ من يُطلقهُ على ماني ومعتنقي مذْهبه، وَمِنْهُم من يُطلقهُ على فرقة خَاصَّة قرينَة للْيَهُود وَالنَّصَارَى، وَمِنْهُم من يُطلقهُ على أهل المجون والخلاعة، وَمِنْهُم من يُطلقهُ على الْجَهْمِية والمعتزلة وَمن يَقُول بِأَن الْقُرْآن مَخْلُوق، وَمِنْهُم من يُطلقهُ على غَيرهم، وَقد أجمل أَحْمد أَمِين فِي كِتَابه "ضحى الْإِسْلَام" القَوْل فِي ذَلِك، فَهُوَ يرى أَن "الزندقة" لم يكن مَعْنَاهَا وَاحِدًا عِنْد النَّاس على السوَاء فمعناها فِي أذهان الْخَاصَّة وَالْعُلَمَاء غير مَعْنَاهَا فِي أذهان الْعَامَّة، ويستخلص بعد بسط القَوْل فِي توضيح ذَلِك أَن "الزندقة" على معَان أَرْبَعَة: =
اسم الکتاب : نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله عز وجل من التوحيد المؤلف : الدارمي، أبو سعيد    الجزء : 1  صفحة : 531
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست