اسم الکتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة المؤلف : تامر محمد محمود متولي الجزء : 1 صفحة : 37
والقناطر وحفر الترع، وأدخل محاصيل جديدة لم تكن من قبل كالقطن، والذي أصبح بعد ذلك ذا شهرة عالمية. وفي مجال الصناعة أدخل صناعات هامة، فبالإضافة إلى مصانع الأسلحة كان هناك مصانع الغزل والنسيج ومصانع سبك الحديد، ومصانع السكر والورق والصابون والزجاج [1].
وأرسل أول بعثة مصرية إلى فرنسا وكانت تتكون من أربعين شاباً من الأتراك والمصريين، زاد عددهم فيما بعد، ولما عاد أعضاء البعثة اعتمد عليهم محمد علي وأحلهم محل الأجانب ومضى أبناؤه من بعده على ذلك في الاهتمام بأمر مصر التي أضحت ملكاً لهم. وحتى وصل الأمر إلى حفيده: "إسماعيل" [2] بن إبراهيم الذي كان يقول: " إن بلادي ليست من أفريقيا بل هي جزء من أوروبا" [3].
ولم يشذ عن هذا الخط من أبناء محمد علي إلا خليفته وابن ابنه الأكبر "طوسون" والذي ولي بعد وفاة إبراهيم باشا: وهو عباس باشا الأول [4].
لقد كان هذا الرجل قد تربى تربية دينية شرقية وعرف عنه بغضه للفرنساويين وبلغ به الأمر إلى أن عمل على إيقاف إيفاد البعثات إلى فرنسا واتخذه الأوربيون عموماً ـ ولا سيما في فرنسا ـ التي كانت تعرف بغضه لها ـ هدفاً لسهامهم. لذلك يقول عنه بروكلمان: " إنه كان مسلماً متعصباً يزدري التربية الأوروبية ازدراءً بعيداً [5]. ويتهمه بأنه كان طاغية [6]، والحق أنه كان متديناً تقياً. وندلل على ذلك بحادثين: الأول قبل ولا يته: فقد [1] انظر تفاصيل إصلاحات محمد علي: جورجي زيدان: مرجع سابق (ص168ـ 197) . وقطاوي: محمد على وأوروبا (ص197 و202) . [2] انظر ترجمته: جورجي زيدان: تاريخ مصر الحديثة (ص:204) [3] انظر: قطاوي: محمد علي وأوروبة (ص 27) . [4] انظر: جورجي زيدان، مصدر سابق (ص:201) والزركلي: الأعلام (3/ 261) . [5] تاريخ الشعوب الإسلامية (ص566) . [6] المصدر السابق (ص575) ، ويسخر منه: إلياس الأيوبي: انظر: مصر في عهد إسماعيل (1/ 182ـ 183و 230) ط. دار الكتب المصرية، سنة 1341هـ.
اسم الکتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة المؤلف : تامر محمد محمود متولي الجزء : 1 صفحة : 37