responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 201
وَلَوْلَا ادكار النَّفس مِنْهُ لَدَى الْغنى ... عهودا قديمات لَهَا مَا استلذت
وَقد تطرب العجماء عِنْد استماعها ال ... غناء وتنسى عِنْده كل غمَّة
وَإِلَّا فَمَا بَال الْمطِي إِذا ونت ... عَن السّير هيجت فِي الفلاء بحدوة
فتصغي إِلَى الْحَادِي بأسماعها كَمَا ... يكون اسْتِمَاع الْعَاقِل المتنصت
وَتوسع مد الخطو حَتَّى كَأَنَّهَا ... سفائن بَحر مقلعات بلجة
ويرتاح بعض الطير عِنْد سَمَاعه ... تجاوب أوتار إِذا هِيَ خشت
وَمَا ذَاك إِلَّا أَن أفلاكها على ... مراكزها لما استدارت فعنت
فَصَارَت بِحكم الطَّبْع تشتاق مَا بِهِ ... يخصصها من دون كل مصوت
فَلَا تحسب الْأَشْيَاء مُهْملَة كَمَا ... توهم أَصْحَاب الْعُقُول الضعيفة
وللحوت بل للدود فِي الْعود بل لما ... سوى ذَاك أفلاك عَلَيْهَا أديرت
وفيهَا لَهَا آفَاق جو فسيحة ... عَلَيْهَا نرَاهَا نَحن غير فسيحة
فَمَا خص نوع لَا يتم سواهُ من ... مراكز أفلاك وأوضاع هَيْئَة
وكل لَهُ عقل يسدده إِلَى ... مَقَاصِد أَفعَال وَترك شَدِيدَة
وَمَا النَّحْل فِي أوضاعها لبيوتها ... مسدسة من حِكْمَة بخلية
وَقد يعجز الْمَرْء المهندس وَضعهَا ... بآلاته الْحكمِيَّة الهندسية
وَجعل لعاب العنكبوت لصيده ال ... ذُبَاب شباكا لَيْسَ إِلَّا لخبرة
وَيفهم بعض الذَّر مَقْصُود بعضه ... بِقُوَّة إِدْرَاك لنَفس زكية
وحسبك الف النَّوْع بالنوع شَاهد ... بِمَعْرِِفَة فِي طبعه مستحثة
فَإِن ازدواج الشكل بالشكل مشْعر ... بِقُوَّة تَمْيِيز وَصِحَّة فطْرَة
وَلَو لم يكن إِلَّا تفاهمها إِذا ... تناغت بِأَصْوَات لَهَا أَعْجَمِيَّة
لَكَانَ لنا فِيهِ دَلِيل يدلنا ... على ان ذَا لَا عَن نفوس بليدَة
فَمن ظن شَيْئا غير هَذَا فَإِنَّهُ ... لتَقْصِيره عَن فكرة مُسْتَقِيمَة
وَقد شهد الذّكر الْحَكِيم بِأَنَّهَا ... مسبحة وَالذكر أعظم حجَّة
وَهل يصدق التَّسْبِيح من غير عَاقل ... وَلَكِن عُيُون الْجَهْل غير بَصِيرَة
تَأمل صَلَاة الشَّمْس عِنْد وقوفها ... لَدَى الظّهْر فِي وسط السَّمَاء بخشية

اسم الکتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 201
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست