responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 119
آلَة لنَفس ومملكة لَهُ أحدثت الْعِلَل الْمُفَارقَة النَّفس الْجُزْئِيَّة اَوْ حدث عَنْهَا ذَلِك فان احداثها بِلَا سَبَب يخصص إِحْدَاث وَاحِد دون وَاحِد محَال وَمَعَ ذَلِك فانه يمْنَع عَن وُقُوع الْكَثْرَة فِيهَا بِالْعدَدِ لما بَيناهُ وَلِأَنَّهُ لَا بُد لكل كَائِن بعد مَا لم يكن من ان يتقدمه مَادَّة فَيكون فِيهَا تهيؤ قبُوله أَو تهيؤ نِسْبَة اليه كَمَا تبين فِي الْعُلُوم الْأُخَر وَلِأَنَّهُ لَو كَانَ يجوز أَن تكون نفس جزئية تحدث وَلم يحدث لَهَا آلَة بهَا تستكمل وَتفعل لكَانَتْ معطلة الْوُجُود وَلَا شَيْء معطل فِي الطبيعة المسخرة المبلغة كل شَيْء من العنصريات إِلَى كمالها وغايتها وَلَكِن اذا حدث التهيؤ للنسبة والاستعداد للآلة فَيلْزم حِينَئِذٍ أَن يحدث من الْجُود الآلهي الْفَيَّاض بِوَاسِطَة الْعِلَل الْمُفَارقَة شَيْء هُوَ النَّفس وَلَيْسَ إِذا وَجب حُدُوث شَيْء مَعَ حُدُوث شَيْء وَجب ان يبطل مَعَ بُطْلَانه وانما يكون ذَلِك إِذا كَانَ ذَات الشَّيْء قَائِما بذلك الشَّيْء وَفِيه
وَقد تحدث أُمُور عَن أُمُور وَتبطل تِلْكَ الْأُمُور وَتبقى هِيَ إِذا كَانَت ذَاتهَا غير قَائِمَة فِيهَا وخصوصا إِذا كَانَ مُفِيد الْوُجُود لَهَا شَيْئا آخر غير الَّذِي انما هُوَ تهَيَّأ افادة وجوده مَعَ وجوده ومفيد وجود النَّفس شَيْء غير الْجِسْم كَمَا بَينا وَإِلَّا هُوَ قُوَّة فِي جسم بل هُوَ لَا محَالة أَيْضا جَوْهَر غير جسم فاذا كَانَ وجوده من ذَلِك الشَّيْء وَمن الْبدن يحصل وَقت اسْتِحْقَاقه الْوُجُود فَقَط فَلَيْسَ لَهُ تعلق فِي نفس الْوُجُود بِالْبدنِ وَلَا الْبدن عِلّة لَهُ إِلَّا بِالْعرضِ فَلَا يجوز إِذا ان يُقَال إِن التَّعَلُّق بَينهمَا على نَحْو يُوجب أَن يكون الْجِسْم مُتَقَدم الذَّات على النَّفس
وَأما الْقسم الثَّالِث مِمَّا كُنَّا ذكرنَا فِي الِابْتِدَاء وَهُوَ ان يكون تعلق النَّفس بالجسم تعلق الْمُتَقَدّم فِي الْوُجُود فاما ان يكون التَّقَدُّم مَعَ ذَلِك زَمَانا فيستحيل ان يتَعَلَّق بِهِ وجوده وَقد تقدمه فِي الزَّمَان وَإِمَّا ان يكون التَّقَدُّم فِي الذَّات لَا فِي الزَّمَان لِأَنَّهُ فِي الزَّمَان لَا يُفَارِقهُ وَهَذَا النَّحْو من التَّقَدُّم هُوَ أَن يكون الذَّات الْمُتَقَدّمَة كلما تُوجد يلْزم أَن يُسْتَفَاد عَنْهَا ذَات الْمُتَأَخر فِي الْوُجُود وَحِينَئِذٍ لَا يُوجد

اسم الکتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست