responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 118
أما الْبُرْهَان الْعقلِيّ فَلِأَن كل شَيْء يفْسد بفاسد شَيْء آخر فَهُوَ مُتَعَلق بِهِ نوعا من التَّعَلُّق وكل مُتَعَلق بِشَيْء آخر نوعا من التَّعَلُّق فإمَّا أَن يكون تعلقه بِهِ تعلق المكافئ فِي الْوُجُود أَو تعلق الْمُتَأَخر عَنهُ فِي الْوُجُود أَو تعلق الْمُتَقَدّم عَلَيْهِ فِي الْوُجُود الَّذِي هُوَ قبله فِي الذَّات لَا فِي الزَّمَان فان كَانَ تعلق النَّفس بِالْبدنِ تعلق المكافيء فِي الْوُجُود وَذَلِكَ أَمر ذاتي لَهُ لَا عرضي فَكل وَاحِد مِنْهُمَا مُضَاف الذَّات إِلَى صَاحبه فَلَيْسَ لَا النَّفس وَلَا الْبدن بجوهر ولكنهما جوهران
وَإِن كَانَ ذَلِك أمرا عرضيا لَا ذاتيا فان فسد أَحدهمَا بَطل الْعَارِض الآخر من الاضافة وَلم يفْسد الذَّات بفساده وَإِن كَانَ تعلقه بِهِ تعلق الْمُتَأَخر عَنهُ فِي الْوُجُود فالبدن عِلّة للنَّفس فِي الْوُجُود والعلل أَربع فاما أَن يكون الْبدن عِلّة فاعلية للنَّفس معطية لَهَا الْوُجُود وَإِمَّا أَن يكون عِلّة قابلية لَهَا بسبيل التَّرْكِيب كالعناصر للأبدان أَو بسبيل البساطة كالنحاس للصنم وَإِمَّا أَن يكون عِلّة صورية وَإِمَّا ان يكون عِلّة كمالية ومحال أَن يكون عِلّة فاعلية فان الْجِسْم بِمَا هُوَ جسم لَا يفعل شَيْئا وانما يفعل بقواه وَلَو كَانَ بِذَاتِهِ يفعل لَا بقواه لَكَانَ كل جسم يفعل ذَلِك الْفِعْل
ثمَّ القوى الجسمانية كلهَا إِمَّا أَعْرَاض وَإِمَّا صور مادية ومحال أَن يُفِيد الْأَعْرَاض أَو الصُّور الْقَائِمَة بالمواد وجود ذَات قَائِمَة بِنَفسِهَا لَا فِي مَادَّة وَوُجُود جَوْهَر مُطلق ومحال أَيْضا أَن يكون عِلّة قابلية فقد برهنا وَبينا أَن النَّفس لَيست منطبقة فِي الْبدن بِوَجْه من الْوُجُوه فَلَا يكون إِذا الْبدن متصورا بِصُورَة النَّفس لَا بِحَسب البساطة وَلَا على سَبِيل التَّرْكِيب بِأَن يكون جُزْءا من أَجزَاء الْبدن يتركب فَتحدث النَّفس ومحال أَن تكون عِلّة صورية للنَّفس اَوْ كمالية فان الأولى ان يكون الْأَمر بِالْعَكْسِ فاذا لَيْسَ تعلق النَّفس بِالْبدنِ تعلق مَعْلُول بعلة ذاتية
نعم الْبدن والمزاج عِلّة بِالْعرضِ للنَّفس فانه إِذا حدث بدن يصلح ان يكون

اسم الکتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست