اسم الکتاب : مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة المؤلف : القفاري، ناصر الجزء : 1 صفحة : 140
للتشيع كعقيدة) [1] .
الرأي المختار:
هذه معظم الآراء في نشأة الشيعة ... والذي أراه أن الشيعة باعتبارها فكرة وعقيدة لم تولد فجأة، بل إنها أخذت أطواراً زمنية.. ولكن طلائع العقيدة الشيعية، وجذورها الأولى ظهرت على يد السبئية باعتراف كتب الشيعة التي قالت بأن ابن سبأ أول من أشهر القول بفرض إمامة علي - كما مر نقله - وهذه عقيدة «النص على علي بالإمامة» وهي أساس التشيع، وقالت: إن عبد الله بن سبأ أول من أظهر الطعن في أبي بكر وعمر وعثمان أصهار رسول الله ? وأرحامه والصحابة - كما قال النوبختي وغيره - وهذه هي عقيدة الشيعة في الصحابة، وذكرت أنه لما بلغه نعي علي بالمدائن قال للذي نعاه: (كذبت، لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة، وأقمت على قتله سبعين عدلاً لعلمنا أنه لم يمت ولم يقتل، ولا يموت حتى يملك الأرض، وهذه عقيدة الرجعة) .
وأما عقيدة الشيعة في أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - استودع عليّاً شيئاً غير ما في أيدي الناس، فقد وجدت هذه المقالة أيضاً في عهد علي - رضي الله عنه -، وسئل عن ذلك فنفى هذه الدعوى نفياً قاطعاً كما جاء في صحيح البخاري عن أبي جحيفة ([2] .
هذه بعض أصول الشيعة، وقد وجدت إثر مقتل عثمان وفي عهد علي ولم تأخذ مكانها في نفوس فرقة معينة، بل إن السبئية ما كادت
= انظر نجيب العقيقي: «المستشرقون» : (2/788) . [1] «دائرة المعارف الإسلامية» : (14/59) . [2] تقدم ذكر الحديث ص 92.
اسم الکتاب : مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة المؤلف : القفاري، ناصر الجزء : 1 صفحة : 140