responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مرهم العلل المعضلة في الرد على أئمة المعتزلة المؤلف : اليافعي    الجزء : 1  صفحة : 101
يُؤَدِّي كل وَاحِد إِلَى مقْصده وَأَحَدهمَا خلي عَن المخاوف عري عَن المتالف وَالثَّانِي يَشْمَل على المعاطب واللصوص وضواري السبَاع وَلَا غَرَض لَهُ فِي السَّبِيل الْمخوف فالعقل يقْضِي بسلوك السَّبِيل الْمَأْمُون
قَالَ وَهَذَا الَّذِي ذَكرُوهُ لَهُ مَا قَالُوهُ فَإِنَّهُ يُعَارضهُ خاطر آخر يناقضه
وَذَلِكَ أَن يخْطر للعاقل أَنه عبد مَمْلُوك مخترع مربوب وَأَن لَيْسَ للملوك إِلَّا مَا أذن لَهُ مَالِكه وَلَو أتعب نَفسه وانصبها لَصَارَتْ مكدودة مجهودة من غير إِذن رَبهَا وَقد يعْتَقد هَذَا الخاطر عِنْده بِأَن الرب غَنِي عَن شكر الشَّاكِرِينَ متعال عَن الِاحْتِيَاج وَأَن تَعَالَى كَمَا يسدي النعم قبل اسْتِحْقَاقهَا لَا يَبْتَغِي بَدَلا عَلَيْهَا فَإِذا عَارض هَذَا الخاطر مَا ذَكرُوهُ قضى الْعقل بتوقف من خطر لَهُ الخاطران
قَالَ وَمِمَّا يُؤَكد مَا قُلْنَاهُ أَن الْملك الْعَظِيم إِذا منح عبدا من عبيده كسرة من رغيف ثمَّ أَرَادَ ذَلِك العَبْد أَن يَدُور فِي الْمَشَارِق والمغارب ويثني على الْملك بِمَا حباه ويشكر عطاءه وينص على إنعامه فَلَا يعد ذَلِك مستحسنا
فَإِن مَا صدر من الْملك بِالْإِضَافَة إِلَى قدره نزير مستحقر تافه مستصغر وَجُمْلَة النعم بِالْإِضَافَة إِلَى قدر الله تَعَالَى أقل وأحقر من كسيرة رغيف بِالْإِضَافَة إِلَى ملك ملك
قَالَ فَإِن أردنَا أَن ينْقض عَلَيْهِم مَا ذَكرُوهُ من وَجه آخر فَرضنَا الْكَلَام فِيمَن لم يخْطر لَهُ الْمُنعم أَو لَا فَنَقُول هَذَا قَوْلكُم فِيمَن خطرت لَهُ الْفِكر وعنت لَهُ العبر فَمَا قَوْلكُم فِي الْعَاقِل الذاهل الَّذِي لم يخْطر بِبَالِهِ شَيْء فَهَذَا قد فقد الطَّرِيق إِلَى الْعلم بِالْوُجُوب وَالشُّكْر حتم عَلَيْهِ
قَالَ وَهَذَا عَظِيم موقعه على الْخُصُوم فَإِن قَالُوا لَا بُد أَن يخْطر الله تَعَالَى ببال الْعَاقِل فِي أول كَمَال عقله مَا ذَكرْنَاهُ فَهَذَا تلاعب بِالدّينِ
فكم من عَاقل متماد فِي غوايته مُسْتَمر على غرته لم يخْطر لَهُ قطّ مَا ذَكرُوهُ
ثمَّ هَذِه الخواطر فِي ابْتِدَاء النّظر شكوك وَالشَّكّ

اسم الکتاب : مرهم العلل المعضلة في الرد على أئمة المعتزلة المؤلف : اليافعي    الجزء : 1  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست