اسم الکتاب : كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس المؤلف : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن الجزء : 1 صفحة : 161
{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي [وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ] [1] } فإن كانت الصلاة الشرعية هي مدلول الآية، فقد تضمنت نوعي الدعاء: دعاء المسألة، ودعاء العبادة، فالصلاة لا تصلح إلا باجتماعهما فيها، ومعلوم أن ما اشتملت عليه الصلاة الشرعية فهو عبادة، تعبد الله به العباد، وكذلك قوله: {وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي} [2] فما أبقت هذه الآية في العبد نصيباً لغير الله في كل ما يحبه ([3]الله من عبده ويرضاه[3]) [3] .
وقد تقرر هذا التبيان من محكم [القرآن] [4] فيما أسلفته في أول الجواب، ولله الحمد والمنة، وبه الحول والقوة.
ولا ريب أن اتخاذ الشفعاء والتوجه إليهم بالقلب واللسان ينافي إسلام القلب والوجه لله [وحده] [5] ، وقد قال تعالى: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ} [6] .
أخبر الله تعالى أن النذارة بالقرآن لا ينتفع بها إلا من تخلى عن الشفعاء في دار العمل، وعلق رغبته ورهبته وسؤاله وطلبه بمن له الملك كله، وله الحمد كله، وبيده الخير كله؛ وإليه يرجع الأمر كله، وهذا هو الذي دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي تحقيقه وتقريره من الآيات ما لا يحصى.
فمن تدبر القرآن والسنة عرف أن النبي صلى الله عليه وسلم حَمى حِمى التوحيد، وأبطل وسائل الشرك، كما في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه الذي رواه [1] سورة الأنعام، الآية: 162، وما بين المعقوفتين إضافة من: "م" و"ش" أما في
الأصل فذكرت الآية إلى قوله: "ونسكي" وبعدها "الآية". [2] سورة الأنعام، الآية: 162. [3] ما بين القوسين سقط من: (المطبوعة) . [4] ما بين المعقوفتين إضافة من: "م" و"ش". [5] ما بين المعقوفتين إضافة من "م" و "ش". [6] سورة الأنعام، الآية: 51.
اسم الکتاب : كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس المؤلف : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن الجزء : 1 صفحة : 161