اسم الکتاب : كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس المؤلف : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن الجزء : 1 صفحة : 159
ولا ريب أن مدلول الدعاء هو السؤال والطلب، كما دل على ذلك الكتاب والسنة واللغة والفطرة والعقول وإن جحد ذلك من جحده، وقد أمر الله تعالى عباده بسؤاله فقال: {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِه} [1] ، وقال صلى الله عليه وسلم لابن عباس: "إذا سألت فسأل الله" [2] .
وقد قصر صلى الله عليه وسلم ابن عمه في سؤاله على ربه تعالى، ولا ريب أن ذلك من أنواع العبادة التي لا يصلح أن يصرف منها شيء لغير الله كائناً من كان، والدعاء هو العبادة في كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، شاء المشرك أم أبى.
الوجه الثاني: أن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من الصحابة، حتى من هو أفضل منه من الخلفاء الراشدين، ومن في طبقة ابن عباس كابن عمر وغيره، ومن دونهم: لم يعهد عن أحد منهم أنه أتى إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يا رسول الله [3] اشفع لي أو أسألك الشفاعة"، ولو كان خيراً سبقوا إليه، ولما أجدبوا خرج عمر فاستسقى بالعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم، وجعله إماماً يدعو ويؤمنون فقال: "اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فأسقنا فيسقون" [4] .
فسبحان الله! كيف يجوز على أفضل الصحابة بعد أبي بكر أن يعدل عن [1] سورة النساء، الآية: 32. [2] سبق تخريجه. [3] سقطت من "ش": "الله". [4] سبق تخريجه.
اسم الکتاب : كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس المؤلف : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن الجزء : 1 صفحة : 159