اسم الکتاب : كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس المؤلف : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن الجزء : 1 صفحة : 152
إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز} [1] .فتأمل هذا المثل الذي أمر الناس كلهم باستماعه، فمن لم يسمعه فقد عصى أمره، كيف تضمن إبطال الشرك وأسبابه بأصح برهان، في أوجز عبارة وأحسنها وأجلاها، وأسجل [2] على جميع آلهة المشركين أنهم لو اجتمعوا كلهم في صعيد واحد، وساعد بعضهم بعضاً وعاونه بأبلغ المعاونة لعجزوا عن خلق ذباب واحد، ثم بيَّن ضعفهم وعجزهم [3] عن استنقاذ ما يسلبهم [4] الذباب إياه [5] ، فأي إله أضعف من هذا الإله المطلوب ومن عابده الطالب نفعه [6] ، فهل قدر القوي العزيز حق قدره من أشرك معه آلهة هذا شأنها؟
فأقام سبحانه/ حجة التوحيد؛ وبيّن إفك أهل الشرك والإلحاد بأعذب الألفاظ وأحسنها، لم يستكرهها غموض، ولم يشنها [7] تطويل، ولم يعيبها تعقيد، ولم تزر بها [8] زيادة ولا تنقيص، بل بلغت في الحسن والفصاحة والإيجاز ما لا يتوهم متوهم ولا يظن ظان أن يكون أبلغ في معناها منها، وتحتها من المعنى الجليل القدر، العظيم الشرف [9] ، البالغ في النفع ما هو أجل من الألفاظ) انتهى من "الصواعق المرسلة". [1] سورة الحج، الآية: 73و 74. وفي "ش": "وما.."بزيادة الواو وهو تحريف. [2] في (المطبوعة) : "وسجل" وهو تحريف. [3] في "م": "ومن عجزهم..". [4] في (المطبوعة) : "ما يسلبه"وهو تحريف. [5] في (المطبوعة) : "منهم.."وهو تحريف. [6] في "الصواعق"زاد: "وخيره". [7] في جميع النسخ: "ولم يشبها ... "، والمثبت من"الصواعق". [8] في جميع النسخ: "ولم يزدريها"، والمثبت من "الصواعق". [9] في (المطبوعة) : "الشريف" وهو تحريف.
اسم الکتاب : كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس المؤلف : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن الجزء : 1 صفحة : 152