اسم الکتاب : كتاب التوحيد وقرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين المؤلف : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن الجزء : 1 صفحة : 150
ويعجبني الفأل قالوا: يا رسول الله وما الفأل؟ قال: الكلمة الطيبة " [1].
ولأبي داود بسند صحيح عن عروة بن عامر قال: " ذكرت الطيرة عند رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: أحسنها الفأل، ولا ترد مسلما، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك "[2].
...................................................................................................
يوافقها ويلائمها، والله تعالى جعل في غرائز الناس من الإعجاب بسماع الاسم الحسن ومحبته وميل نفوسهم إليه، وكذلك جعل فيها الارتياح والاستبشار والسرور باسم الفلاح والسلام والنجاح والتهنئة والبشرى والفوز والظفر ونحو ذلك. فإذا سمعت الأسماع أضدادها أوجب لها ضد هذه الحال فأحزنتها، وأثار ذلك لها خوفا وتطيرا وانكماشا وانقباضا عما قصدته وعزمت عليه، فأورث لها ضررا في الدنيا ونقصا في الإيمان ومقارفة للشرك".
قوله: "عن عقبة بن عامر " هكذا وقع في نسخ التوحيد، وصوابه عن عروة بن عامر القرشي كذا أخرجه أحمد وأبو داود وغيرهما. وهو مكي اختلف في نسبه فقال أحمد: عن عروة بن عامر القرشي، وقال غيره الجهني، واختلف في صحبته، فقال الماوردي: له صحبة، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. وقال المزي: لا صحبة له تصح، قال ابن القيم: أخبر صلي الله عليه وسلم أن الفأل من الطيرة وهو خيرها، فأبطل الطيرة وأخبر أن الفأل منها ففضل بين الفأل والطيرة لما بينهما من الامتياز والتضاد ونفع أحدهما ومضرة الآخر.
قوله: " ولا ترد مسلما " قال الطيبي: تعريض بأن الكافر بخلافه.
قوله: " اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك "أي لا تأتي الطيرة بالحسنات ولا تدفع المكروهات بل أنت وحدك لا شريك لك الذي تأتي بالحسنات وتدفع السيئات. والحسنات هنا: النعم، والسيئات: المصائب، ففيه نفي تعلق القلب [1] رواه البخاري رقم (5756) في الطب: باب الفأل ورقم (5776) : باب لا عدوى , ومسلم رقم (2224) في السلام: باب الطيرة والفأل , وأبو داود رقم (3916) في الطب: باب في الطيرة، والترمذي رقم (1615) في السير: باب ما جاء في الطيرة , وابن ماجه رقم (3537) في الطب: باب من كان يعجبه الفأل ... إلخ , وأحمد في"المسند" 3 / 118 و 130 و 154 و173 و178 و 276. [2] رواه أبو داود رقم (3719) في الطب: باب في الطيرة , وإسناده ضعيف، وعروة بن عامر قال الحافظ: مختلف في صحبته. وانظر جامع الأصول (5801) .
اسم الکتاب : كتاب التوحيد وقرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين المؤلف : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن الجزء : 1 صفحة : 150