اسم الکتاب : كتاب التوحيد وقرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين المؤلف : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن الجزء : 1 صفحة : 149
طيرة، ولا هامة، ولا صفر "أخرجاه. زاد مسلم: " ولا نوء، ولا غول "[1].
و"لهما" عن أنس قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " لا عدوى ولا طيرة;
.....................................................................................................................
الجاهلية يفعلونه في النسيء، وكانوا يحلون المحرم ويحرمون صفر مكانه. وهذا قول مالك. وروى أبو داود عن محمد بن راشد عمن سمعه يقول: إن أهل الجاهلية يتشائمون بصفر ويقولون إنه شهر مشئوم، فأبطل ذلك النبي صلي الله عليه وسلم. قال ابن رجب: ولعل هذا أشبه الأقوال، والتشاؤم بصفر كتشاؤم أهل الجاهلية بشوال بالنكاح فيه خاصة.
قوله: "ولا نوء " سيأتي الكلام عليه في بابه.
قوله: "ولا غول " هو بالضم اسم وجمعه أغوال وغيلان وهو المراد هنا، والمعنى بقوله: لا غول أنها لا تستطيع أن تضل أحدا مع ذكر الله والتوكل عليه، ومنه الحديث: " إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان "[2] أي ادفعوا شرها بذكر الله تعالى.
قوله: "ولهما عن أنس قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل قالوا: وما الفأل؟ قال: الكلمة الطيبة ".
قال أبو السعادات: الفأل مهموز فيما يسر ويسوء، والطيرة لا تستعمل إلا فيما يسوء وربما استعملت فيما يسر. قوله: "قالوا: وما الفأل؟ قال: الكلمة الطيبة " بين صلي الله عليه وسلم أن الفأل يعجبه، فدل على أنه ليس من الطيرة المنهي عنها. قال ابن القيم: "ليس الإعجاب بالفأل ومحبته بشيء من الشرك، بل ذلك إبانة عن مقتضى الطبيعة وموجب الفطرة الإنسانية التي تميل إلى ما [1] رواه البخاري رقم (5757) في الطب: باب لا هامة , ومسلم رقم (2220) (102) في السلام: باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. والرواية الثانية رواها مسلم رقم (2220) (106) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بزيادة: " ولا نوء " , ومن حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما بزيادة: " ولا غول " رقم (2222) (107) . [2] أحمد في"المسند" 3 / 381- 382 , وابن ابي شيبة في " المصنف " (12/ 44 / 1) ، وأبو يعلى (593- 594) , وابن السني في " عمل اليوم والليلة" رقم (523) من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -, وإسناده ضعيف ورجاله ثقات، وإنما علته الانقطاع بين الحسن البصري وجابر فإنه لم يسمع منه كما قال الألباني في (الأحاديث الضعيفة) رقم (1140) .
اسم الکتاب : كتاب التوحيد وقرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين المؤلف : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن الجزء : 1 صفحة : 149