responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قول الفلاسفة اليونان الوثنيين في توحيد الربوبية المؤلف : سعود بن عبد العزيز الخلف    الجزء : 1  صفحة : 205
هِيَ عَلَيْهِ.
وَقَالَ رسل[1]: " إِن قيمَة الفلسفة لَيست فِيمَا تقدمه من حُلُول نهائية للمسائل الَّتِي تطرحها، إِذْ لَيْسَ من الضَّرُورِيّ أَن تكون هُنَاكَ دَائِما إجابات نهائية صَحِيحَة، وَإِنَّمَا قيمَة الفلسفة فِي مناقشاتها الْمَفْتُوحَة والفرصة الَّتِي تتيحها لتوسيع أفق تصورنا، ولإثراء خيالنا الْعقلِيّ، ولتقليل التوكيد الجزمي، الَّذِي يغلق كل سَبِيل أَمَام التنامي الْعقلِيّ "[2].
هَذَا الْكَلَام تَعْبِير دَقِيق عَن فَائِدَة الفلسفة ـ إِذا كَانَ هُنَاكَ فَائِدَة ـ وغايتها، وَهَذِه الْفَائِدَة تتلخص فِي أَنَّهَا تورد الإشكالات وَلَا تحلها، وَتجْعَل المجال فِيمَا يناقشه الفلاسفة مَفْتُوحًا لسَائِر الآراء والتصورات، مِمَّا يمْنَع الْجَزْم وَالْيَقِين بِالْأَمر، وَهَذَا لَا شكّ مِمَّا يدل على عدم صَلَاحهَا، وَعدم صِحَة الِاعْتِمَاد عَلَيْهَا فِي مسَائِل العقيدة الَّتِي يطْلب فِيهَا الْجَزْم وَالْيَقِين.
كَمَا أَنَّهَا لَا تصلح بديلا أَلْبَتَّة للتعاليم الدِّينِيَّة فِي جَمِيع النواحي التعبدية والأخلاقية والعلمية، لِأَن مصدر الْعُلُوم الدِّينِيَّة والأوامر الشَّرْعِيَّة من لدن حَكِيم خَبِير، أما الفلسفة فَإِنَّهَا تعتمد على نظر عَقْلِي بشري من أهم خَصَائِصه الْوَاضِحَة النَّقْص وَقلة الْعلم، وتأثير البيئات المحيطة بطريقة التفكير.
ونشير هُنَا إِلَى أَن الفلاسفة الوثنيين على قَوْلَيْنِ فِي الله تَعَالَى من نَاحيَة وجوده،فَمنهمْ من أنكر وجود الله تَعَالَى جملَة وتفصيلاً، فَهَؤُلَاءِ ملاحدتهم، وَمِنْهُم من أثبت لله تَعَالَى وجودا، وهم من يسمون المؤلهة. وسنورد قَوْلهم فِي المبحثين التاليين:

[1] رسل برتراند رياضي وفيلسوف إنجليزي ملحد من بناة الْمنطق الحَدِيث عَارض بِشدَّة اسْتِعْمَال الأسلحة الذُّرِّيَّة توفّي 1970م. المنجد فِي الْأَعْلَام (ص306) .
[2] نقلا عَن الموسوعة الفلسفية (ص319) .
اسم الکتاب : قول الفلاسفة اليونان الوثنيين في توحيد الربوبية المؤلف : سعود بن عبد العزيز الخلف    الجزء : 1  صفحة : 205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست