responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فضائح الباطنية المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 33
الْفَصْل الثَّانِي فِي بَيَان السَّبَب فِي رواج حيلتهم وانتشار دعوتهم مَعَ ركاكة حجتهم وَفَسَاد طريقتهم
فَإِن قيل مَا جليتموه من العظائم لَا يتَصَوَّر ان يخفي على عَاقل وَقد رَأينَا خلقا كثيرا وجما غفيرا من النَّاس يتابعونهم فِي معتقدهم وتابعوهم فِي دينهم فلعلكم ظلمتموهم بِنَقْل هَذِه الْمذَاهب عَنْهُم فِي خلاف مَا يعتقدونه
وَهَذَا هُوَ الْقَرِيب الْمُمكن فانهم لَو أظهرُوا هَذِه الاسرار نفرت الْقُلُوب عَنْهُم واطلعت النُّفُوس على مَكْرهمْ وَمَا باحوا بهَا الا بعد العهود والمواثيق وصانوها إِلَّا عَن مُوَافق لَهُم فِي الِاعْتِقَاد فَمن ايْنَ وَقع لكم الِاطِّلَاع عَلَيْهَا وهم يسترون ديانتهم ويستنبطون بعقائدهم قلت أما الإطلاع على ذَلِك فانما عثرنا عَلَيْهِ من جِهَة خلق كثير تدينوا بدينهم واستجابوا لدعوتهم ثمَّ تنبهوا لضلالهم فَرَجَعُوا عَن غوايتهم الى الْحق الْمُبين فَذكرُوا مَا ألقوا اليهم من الْأَقَاوِيل واما سَبَب انقياد الْخلق اليهم فِي بعض أقطار الأَرْض فانهم لَا يفشون هَذَا الامر الا الى بعض المستجيبين لَهُم ويوصون الدَّاعِي وَيَقُولُونَ لَهُ إياك ان تسلك بِالْجَمِيعِ مسلكا وَاحِدًا فَلَيْسَ كل من يحْتَمل قبُول هَذِه الْمذَاهب يحْتَمل الْخلْع والسلخ وَلَا كل من يحْتَمل الْخلْع يحْتَمل السلخ فليخاطب الدَّاعِي النَّاس على قدر عُقُولهمْ
فَهَذَا هُوَ السَّبَب فِي تعلق هَذِه الْحِيَل ورواجها
فَإِن قيل هَذَا أَيْضا مَعَ الكتمان ظَاهر الْبطلَان فَكيف ينخدع بِمثلِهِ عَاقل قُلْنَا لَا ينخدع بِهِ الا المائلون عَن اعْتِدَال الْحَال واستقامة الرَّأْي فللعقلاء عوارض تعمى عَلَيْهِم طرق الصَّوَاب وتقضي عَلَيْهِم بالانخداع بلامع السراب وَهِي ثَمَانِيَة أَصْنَاف
الصِّنْف الاول طَائِفَة ضعفت عُقُولهمْ

اسم الکتاب : فضائح الباطنية المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست