responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فضائح الباطنية المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 34
وَقلت بصائرهم وسخفت فِي امور الدّين آراؤهم لما جبلوا عَلَيْهِ من البله والبلادة مثل السوَاد وأفجاج الْعَرَب والأكراد وجفاة الأعاصم وسفهاء الْأَحْدَاث وَلَعَلَّ هَذَا الصِّنْف هم أكبر النَّاس عددا وَكَيف يستبعد قبولهم لذَلِك وَنحن نشاهد جمَاعَة فِي بعض الْمَدَائِن الْقَرِيبَة من الْبَصْرَة يعْبدُونَ أُنَاسًا يَزْعمُونَ أَنهم ورثوا الربوبيه من آبَائِهِم المعروفين بالشباسية وَقد اعتقدت طَائِفَة فِي عَليّ رَضِي الله عَنهُ انه إِلَه السَّمَوَات والارض رب الْعَالمين وهم خلق كثير لَا يحصرهم عدد وَلَا يحويهم بلد فَلَا يَنْبَغِي أَن يكثر التَّعَجُّب من جهل الْإِنْسَان إِذا استحوذ عَلَيْهِ الشَّيْطَان وَاسْتولى عَلَيْهِ الخذلان
الصِّنْف الثَّانِي طَائِفَة انْقَطَعت الدولة عَن أسلافهم بدولة الاسلام كأبناء الأكاسرة والدهاقين وَأَوْلَاد الْمَجُوس المستطيلين فَهَؤُلَاءِ موتورون قد استكن الحقد فِي صُدُورهمْ كالداء الدفين فَإِذا حركته تخاييل المبطلين اشتعلت نيرانه فِي صُدُورهمْ فأذعنوا لقبُول كل محَال تشوقا الى دَرك ثأرهم وتلافي امورهم
الصِّنْف الثَّالِث طَائِفَة لَهُم همم طامحة الى العلياء متطلعة الى التسلط والاستيلاء إِلَّا انه لَيْسَ يساعدهم الزَّمَان بل يقصر بهم عَن الأتراب والأقران طوارق الْحدثَان فهؤلاءإذا وعدوا بنيل امانيهم وسول لَهُم الظفر بأعاديهم سارعوا الى قبُول مَا يَظُنُّونَهُ مفضيا الى مآربهم وسالكا الى أوطارهم ومطالبهم فلطالما قيل حبك الشيئ يعمي ويصم ويشترك فِي هَذَا كل من دهاه من طبقَة الاسلام آمُر يلم بِهِ وَكَانَ لَا يتَوَصَّل الى الإنتصار

اسم الکتاب : فضائح الباطنية المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست