responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فضائح الباطنية المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 195
الْبَاب الْعَاشِر فِي الْوَظَائِف الدِّينِيَّة الَّتِي بالمواظبة عَلَيْهَا يَدُوم اسْتِحْقَاق الْإِمَامَة وَمن فَرَائض الدّين على امير الْمُؤمنِينَ زَاده الله تَوْفِيقًا المداومة على مطالعة هَذَا الْبَاب وَالِاسْتِقْصَاء على تَأمله وتصفحه ومطالبة النَّفس الْكَرِيمَة حَتَّى تستمر عَلَيْهِ فَإِن ساعد التَّوْفِيق للمجاهدة فِي الاقتدار على وَظِيفَة من هَذِه الْوَظَائِف وَلَو فِي سنة فَهِيَ السَّعَادَة القصوى وَهَذِه الْوَظَائِف بَعْضهَا علمية وَبَعضهَا عملية فَتقدم العلمية فَإِن الْعلم هُوَ الأَصْل وَالْعَمَل فرع لَهُ إِذْ الْعُلُوم لَا حصر لَهَا وَلَكنَّا نذْكر اربعة أمورهن أُمَّهَات وأصول
الأول أَن يعرف أَن الْإِنْسَان فِي هَذَا الْعَالم لم خلق وَإِلَى أَي مقصد وَجه ولأي مطلب رشح وَلَيْسَ يخفى على ذِي بَصِيرَة أَن هَذِه الدَّار لَيست دَار مقرّ وَإِنَّمَا هِيَ دَار ممر وَالنَّاس فِيهَا على صُورَة الْمُسَافِرين ومبدأ سفرهم بطُون أمهاتهم وَالدَّار الْآخِرَة مقصد سفرهم وزمان الْحَيَاة مِقْدَار الْمسَافَة وسنوه مَنَازِله وشهوره فراسخه وأيامه أمياله وأنفاسه خطاه ويصار بهم عبر السَّفِينَة براكبها وَلكُل شخص عِنْد الله عمر مُقَدّر لَا يزِيد وَلَا ينقص وَلِهَذَا قَالَ عِيسَى صلوَات الله عَلَيْهِ وَسلم الدُّنْيَا قنطرة فاعبروها وَلَا تعمروها وَقد دعى الْخلق الى لِقَاء الله فِي دَار السَّلَام وسعادة الْأَبَد فَقَالَ الله تَعَالَى {وَالله يَدْعُو إِلَى دَار السَّلَام} وَهَذَا السّفر لَا يفضى إِلَى الْمَقْصد إِلَّا بزاد وَهُوَ التَّقْوَى وَلذَلِك قَالَ تَعَالَى

اسم الکتاب : فضائح الباطنية المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 195
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست